في نحو : «كينونة» (١) ـ من الكون ـ مع سكون الواو وانفتاح ما قبلها ؛ لأن أصله : كيونونة ، عند الخليل (٢) ، فأبدل الواو ياء فأدغمت الياء في الياء (٣) ، كما في : «ميّت» أصله : ميوت ، ثم خفّفت ، فصارت : كينونة ، كما خفّفت في : «ميت» (٤).
وقيل : أصلها كونونة (٥)
______________________________________________________
ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت كيّنونة بتشديد الياء ، ثم خففت بحذف الياء الثّانية المنقلبة عن الواو فصارت كينونة بالتخفيف ، فقد وجد الإعلال للحذف.
وقوله : (لأن أصله ... إلخ) جواب عنه بمذهب الخليل ، تشريحه إنما وقع الإعلال في نحو كينونة أصله كيونونة لحدوث الثقل ؛ لاجتماع الواو والياء ، وسبق إحداهما بالسكون لا باعتبار سكون الواو وانفتاح ما قبلها ، يعني أن وقوع الإعلال ههنا باعتبار قاعدة أخرى تنطبق عليه وهي : إن الواو والياء إذا اجتمعتا في كلمة والأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فلا إيراد ، ثم قول المصنف رحمهالله ، وقيل : أصلها كونونة بضم الكاف ... إلخ ، جواب ثان من هذا الاعتراض ، وخلاصته أنه إنما أعل مع عدم وجود قانون الإعلال ليتبع الياءات. اه جلال الدين.
يعني أن مصادر هذا الباب على هذا الوزن تجيء من الواوي واليائي جميعا ، إلا أن اليائي أكثر من الواوي ، فالواوي وإن لم يتوجه إليه دون الإعلال ، لكنه أعل فيه لتبع اليائي لكثرة اليائي وقلة الواوي ، والأكثر أولى باتباعه. اه شرح.
(١) قوله : (كيونونة) على وزن فيعلولة بفتح الفاء والعين بينهما ياء ساكنة زائدة ، وهذا الوزن موجود في كلامهم نحو خيتعور على وزن فيعلول بمعنى الشيء الذي لا يدوم كالسراب. اه رضي.
(٢) قوله : (عند الخليل ... إلخ) فلم يكن مما نحن فيه بل يعل لوجود علّة الإعلال فيه ؛ لأن الواو والياء اجتمعتا وسبق إحداهما بالسكون فأبدل ... إلخ. اه فلاح.
(٣) قوله : (في الياء ... إلخ) أي : المنقلبة من الواو التي هي عين الكلمة فصار كينونة بتشديد الياء وفتحها. اه فلاح شرح مراح الأرواح.
(٤) قوله : (في ميت) وهذا التخفيف فيهما بطريق الجواز لكنه أحسن في كينونة ذكر ابن الحاجب «أنه يخفف نحو كينونة وقيلولة بحذف العين كما يخفف ميت وسيد ، إلا أن الحذف في كينونة وقيلولة أكثر منه في باب سيد وميت ؛ لطوله بالزيادة وتاء التأنيث فكان التخفيف فيه أحسن» انتهى. والميت صفة مشبهة تقول : مات يموت ويمات أيضا فهو ميت ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث ، قال الله تعالى : (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) [الفرقان : ٤٩] ، ولم يقل : ميتة. اه فلاح.
(٥) قوله : (كونونة) بضم الكاف ؛ على وزن فعلولة بضم الفاء وهذا الوزن موجود في كلامهم كسر جوجة بمعنى الطبيعة. اه رضي.