ويوسر ، أصله : ييسر ، إلّا إذا (١) انفتح ما قبلها لا تقلب لخفّة (٢) الفتحة والسكون ، إلا من أجزاء ، وعند بعضهم يجوز القلب ، نحو : قال.
ويعلّ نحو : «أغزيت» (٣) أصله : أغزوت ـ بواو ساكنة ـ تبعا ل : تغزي.
ويعلّ (٤)
______________________________________________________
(١) استثناء مفرغ من قوله : جعلت من جنس حركة ما قبلها ، أي : حرف العلة إذا أسكنت جعلت من جنس حركة ما قبلها في جميع الأحوال إلّا في حال الفتح فحينئذ لا يجعل من جنس حركة ما قبلها بل تبقى على حالها ، وإنما لم يجعل حروف العلّة حينئذ من جنس الفتحة وهو الألف لخفة ... إلخ. اه فلاح بزيادة.
(٢) قوله : (لخفة ... إلخ) إذ منشأ القلب الثقل وهو إنما يتحقق بشرطين :
أحدهما : كونها متحركة.
وثانيهما : كون ما قبلها مفتوحا.
ولما انتفى الشرط الأول لم يتم الشرط فلم يقلبوها ألفا لعدم موجبه ، فحصل الدليل أن التعليل إنما يكون للتخفيف ، وذا حاصل بدون الإعلال ثمة فلو أعل فيه يلزم تحصيل الحاصل إلا من أجزاء بأحد الشرطين فإنه يقلبها ألفا ، ويقول : في مثل غيب وبيت وبيع وقول : غاب وبات وباع وقال ، وإلى هذا أشار بقوله : وعند بعضهم ... إلخ. اه أحمد رحمهالله تعالى.
(٣) قوله : (ويعل نحو أغزيت ... إلخ) جواب دخل مقدر تقديره : أن قولكم حروف العلّة لا تعل إذا كانت ساكنة وما قبلها مفتوحا منقوض بأغزيت فإن الواو فيه ساكنة ، وما قبلها مفتوح مع أنه يعل بالقلب ، وتحقيق الجواب أن الواو لما أعل في مضارعه الذي هو يغزي بضم الياء وكسر الزاي بقلبها ياء لتطرفها وانكسار ما قبلها يعل ماضيه بقلبها ياء أيضا ، حملا على المضارع أي : حملوا ما لا علّة فيه على ما فيه علّة ، لا يقال : إن الماضي سابق والمضارع لاحق ، وإتباع السابق على اللاحق في الإعلال محال ، لأنا نقول : إنا لا نسلم أن إتباع السابق على اللاحق في الإعلال محال ، لأنهم أعلوا المصدر تبعا للفعل كما في عدة وقيام ، مع أن المصدر سابق على الفعل كما مر ، وليس إتباع الماضي على المضارع قياسا مطردا حتى يلزم إعلال وعد تبعا ليعد بل هو مسموع مقصور ، وقيل : إنما يعل في نحو أغزيت ؛ لأنه زاد على ثلاثة أحرف ثقل والياء ضعيف ولم يمنع مانع عن قلبها ياء ، فكان قلب الواو ياء أحسن ، ولذلك قالوا في الثلاثي : غزوت بإثبات الواو ، وفي الرباعي أغزيت بقلبها ياء. اه فلاح مختصرا.
(٤) قوله : (ويعل ... إلخ) أراد بهذا الاعتراض توضيحه أن ما قلتم : إلا إذا انفتح ما قبلها لا تنقلب لخفة الفتحة وللسكون ، منقوض بكينونة ، فإنه في الأصل كيونونة فقلبت الواو ـ