بالفرق (١) التقديري بين الموضع وبين اسم المفعول ، وهو معتبر عندهم كما في : «الفلك» إذا قدّرت سكونه كسكون : «أسد» يكون جمعا (٢) ، كقوله تعالى : (إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) [يونس : ٢٢] ، وإذا قدّرت سكونه كسكون : «قرب» يكون واحدا (٣) ، نحو قوله تعالى : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [الشعراء : ١١٩].
والمجهول (٤) : قيل ... إلخ ، أصله : قول ، فأسكنت الواو للخفّة ، فصار : قول ، وهو لغة ضعيفة ، لثقل الضمة والواو في كلمة.
وفي لغة أخرى أعطي كسرة الواو لما قبلها ، فصار (٥) : قول ، ثم صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.
______________________________________________________
الياء التحتانية بنقطة وكسرة الياء التحتانية بنقطتين. اه حنفية.
(١) قوله : (بالفرق التقديري) وبيانه أن مبيعا إن كان اسم الموضع كان كسرّ ما قبل الياء هي كسرة الياء التي هي عين الكلمة ، وإن كانت اسم المفعول كان كسرته من خارج إذ حركة عين الكلمة حينئذ ضمة محذوفة. اه أحمد.
(٢) قوله : (جمعا) لأن أسدا بضم الهمزة وسكون السين جمع أسد بفتحتين وإسكان السين فيه يكون علامة جمع فاعتبر السكون في الفلك أيضا علامة للجمع. اه أحمد.
(٣) قوله : (واحد) ولا يخفى أن بين التقديرين بونا بعيدا فإن التقدير الذي نحن بصدده بمعنى الأصل ، وهذا التقدير بمعنى الفرض ولا مساس لأحدهما بالآخر. اه جلال الدين.
(٤) قوله : (والمجهول) لما فرغ عن بيان أمثلة الفعل المعروف من الأجوف شرع في بيان أمثلة الفعل المجهول من الأجوف ، أو غير المسمى فاعله ، إذ الأصل في الأفعال هو المعروف كما لا يخفى. اه تحرير.
فإن المراد بالفلك ههنا الواحد بقرينة الوصف بالمشحون ، إذ لو كان جمعا لوجب أن يقال :
المشحونة أو المشحونات ؛ لوجوب توافق الصفة الموصوف إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ؛ لاتحاد مدلولهما كما عرف في الأدب. اه مولوي مع فلاح.
الواو بمعنى إذ فحينئذ ما بعده دليل لمقدمة مطوية وهو قولنا : وإنما اكتفى بالفرق التقديري إذ هو معتبر ... إلخ ، ويحتمل أن يكون جواب سؤال وهو أن يقال : إن الفرق التقديري معتبر أم لا ، فأجاب بأنه معتبر ... إلخ. اه حنفية.
(٥) قوله : (فصار) قيل : وهذا أفصح اللغات الثلاث وهو الإتيان بالياء الخالصة والكسرة الخالصة ، ففيه من التخفيف بوجهين إسكان الواو والياء ، وميل ما قبل الواو في قول والياء في بيع من الضمة إلى الكسرة. اه مولوي.