ومن أحد حرفي التضعيف ، نحو : تقضّى البازي (١) ، كما مرّ.
ومن النون (٢) ، نحو : أناسيّ (٣) ، ودينار (٤) ، لقرب الياء من النون.
ومن العين ، نحو : ضفادي (٥) ، لثقل العين وكسر ما قبلها.
ومن التاء ، نحو : ايتصلت (٦) ؛ لأن أصله واو ساكن (٧).
______________________________________________________
(١) أصله تقضض فقلبت الضّاد الأخيرة ياء فصار تقضّي بياء مفتوحة فقلبت الياء ألفا فصار تقضّى.
اه شرح.
(٢) الياء أبدلت من ... إلخ ، أيضا جوازا غير مطرد ، وكذا من الراء نحو شيراز أصله شرراز ، وكذا من الميم نحو دمماس أصله ديماس ، وكذا من الواو نحو ديوان أصله دووان. اه من الدستور.
(٣) بفتح الهمزة وكسر السين وفتح الياء المشددة ، أصله أناسين لأنه جمع إنسان كمصباح ومصابيح ، فلما كسر السين للجمع قلبت الألف ياء ؛ لانكسار ما قبلها ، ثم أبدلت الياء من النون من حروف العلّة فاجتمع ياءان أولهما ساكنه فادغم الأولى في الثّانية فصار أناسي. اه ابن كمال.
(٤) أصله دننار بتضعيف النون بدليل أن جمعه دنانير فأبدلت الياء من النون الأولى لقرب ... إلخ.
اه ، فلاح.
(٥) قوله : (ضفادي) في قول الشاعر :
ومنهل ليس له حوازق |
|
وبضفادي جمّة نقانق |
فأبدلت العين في ضفادع وهو جمع ضفدع ياء ، وكان ينبغي أن يقال : وبضفادع جمة ، لكن لو قال كذلك لانكسر البيت ، فأبدلت من العين ياء ، والياء يسكن في موضع الجر فاستوى فيه وزن الشعر ، المنهل : المورد وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي ، والحوازق : بالحاء المهملة والزاي المعجمة جمع حازق ، والحزق : الحبس يعني أن هذا المنهل ليس له جوانب يمنع الماء أن يبسط حوله ، والنقانق : بفتح النون جمع نقنقة وهي صوت الضفدع والجمة الكثيرة. اه فلاح.
قوله : (الإمالة) وهي في اللغة مصدر قولك : أملت الشيء إمالة إذا عدلت به إلى غير الجهة التي فيها ، وفي الأصطلاح أن تنحي الفتحة نحو الكسرة ، أي : هو عدول الفتحة عن استوائها إلى الكسرة ، وذلك بأن تشرب الفتحة شيئا من صوت الكسرة فتصير الفتحة بينها وبين الكسرة ، ومن جملة الأسباب المقتضية لإمالة الفتحة أن تقع الكسرة قبل الفتحة الممالة إما بلا واسطة حرف نحو عماد ، أو بواسطة حرف ساكن نحو شملال ، ويجوز بواسطة الفتحة الممالة على الهاء نحو أن ينزعها ؛ وذلك لأن الهاء خفيفة فكأنها معدومة ، فكأنك قلت : إن ينزعا فتميل فتحة العين إلى الكسرة لكون ما قبلها مكسورا ، ومن هذا القسم ما ذكره بقوله : مثل لن يضربها. اه فلاح شرح المراح.
(٦) اتصلت بالتضعيف أصله فأبدلت الياء من إحدى التائين ، وإنما قلنا : إن أصله اتصلت ؛ ولأن ... إلخ. اه ف.
(٧) قوله : (واو ساكن) وقد مر أن الواو والياء إذا وقعتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان في ـ