حتى لا يلتبس ب : «ضربن» وقيل : تحته : «إنّنا» مضمر.
وتدخل المضمرات (١) في الماضي (٢) وأخواته ، وهي ترتقي إلى ستّين نوعا ، لأنها في الأصل ثلاثة : مرفوع (٣) ، ومنصوب ، ومجرور ، ثم يصير كلّ واحد منها اثنين نظرا إلى اتصاله (٤)
______________________________________________________
وفيه نون فزيدت النون فيه فصار ضربن فلما التبس بجمع المؤنث الغائبة زيدت في آخره ألف لرفع الالتباس فصار ضربنا.
وإنما لم يعكس ؛ لأن المتكلم أعني ضربنا أخف معنى لوقوعه على الاثنين فصاعدا ، بخلاف ضربن فإنه ثقيل ؛ لأنه لا يقع على الأقل من الثلاثة والزيادة توجب الثقل فكانت فيما هو خفيف أولى من العكس ، وإنما قلنا : من حيث المعنى ؛ لأن المتكلم أقوى من حيث المتكلم وأخف من حيث المعنى والإطلاق. اه حنفية.
(١) قوله : (المضمرات ... إلخ) اعلم أن المقصود من وضع المضمرات رفع الالتباس ، فإن أنا لا يصلح إلا لمعين واحد فقط ، وهو المتكلم المعين ، وأنت لا يصلح أيضا إلا لمعين واحد فقط ، وهو المخاطب المعين. وكذا ضمير الغائب نصّ في أن المراد هو المذكور بعينه في جاءني زيد وإياه ضربت. ولا يحصل هذا التعيين للأسماء الظاهرة في قسم من الأقسام الثلاثة ، فإنه لو سمى المتكلم نفسه بعلمه لا بلفظة أنا ، وقال مكان أنا قائم : زيد قائم ربما التبس عند السامع هو المتكلم أم زيد آخر ، بخلاف أنا قائم وهو ظاهر ، وكذا لو سمّى المتكلم المخاطب بعلمه لا بلفظة أنت. وقال مكان أنت قائم : زيد قائم ، ربما يحصل الالتباس وكذا لو كرر المذكور مكان ضمير الغائب. وقيل مكان جاءني زيد وإياه ضربت ، جاءني زيد وزيدا ضربت لم يعلم أن زيدا الثّاني هو الأول بعينه أو زيد آخر. وهذه الفائدة في الضمائر المنفصلة ، وأما في المتصلة فتحصل مع دفع الالتباس المذكور الاختصار في اللفظ أيضا. اه رضي.
(٢) قوله : (في الماضي ... إلخ) وإنما تدخل لأنها كناية عن المظهرات وهي تدخل عليها فكذا هي لكون الماضي وأخواته من الحدث الذي يتوقف بالمحدث وجودا وذا ليس إلا هي فافهم. اه تحرير.
(٣) قوله : (مرفوع) أي : ضمير الفاعل ، ومنصوب ، أي : ضمير المفعول ، ومجرور ، أي : ضمير المضاف إليه. اه حنفية.
وإنما لم يقل : مضموم ومفتوح ومكسور لعدم : لزوم الضم في جميع المرفوعات وكذا الفتح والكسر ، ومعنى المرفوع هو أنه لو وقع موقعه مظهر ارتفع ، وكذا المنصوب والمجرور. اه وجيز.
(٤) وكلا الضميرين يرجعان إلى كل واحد من الضمائر يعني أن كل واحد من الضمائر إما متصل أو منفصل ، وذلك لأنه إمّا أن يستقل بنفسه أو لا ، فالأول المنفصل والثّاني المتصل ، ثم