بشيء (١) آخر لحصول كثرة الحروف بالمعانقة ، مع وقوع (٢) الواو في الطرف ، ويبقى الهاء (٣) مضموما على حاله ، نحو : له ، إذا لم يكن ما قبلها مكسورا ، أو ياء ساكنة ، وتكسر الهاء إذا كان ما قبلها مكسورا (٤) ، أو ياء ساكنة حتى لا يلزم الخروج من الكسرة إلى الضمة في : غلامه (٥) ،
______________________________________________________
(١) التعانق والمعانقة كلاهما بمعنى واحد ، ذكر في تاج المصادر : التعانق والمعانقة دست بگردن يكديگر فرا كردن والمراد هاهنا الاتصال والانضمام ؛ لأن بالمعانقة يحصل الاتصال والانضمام. اه حنفية.
(٢) قوله : (مع وقوع) اندفع ما قيل وفيه نظر ، فإن هو في قوله تعالى : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) قد تعانق بالعزيز الحكيم ولم يحذف.
وتوضيح الدفع بأن قول المصنف رحمهالله مع وقوع الواو في الطرف متعلق بقوله إذا تعانق ، وليس خارجا عن الحكم كما هو الظاهر فتدبر ، فشرط الحذف التعانق والوقوع في الطرف ، ولم يوجد الأخير ثم.
فإن قيل : لم لم يحذف الواو في قوله تعالى : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) مع وجود وقوع الواو في الطرف وتحقق التعانق؟.
قلنا : حتى لا يلتبس لام الابتداء بلام الجارة وتقرير الجواب أن واو هو يحذف مع لام الجارة نحو : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ) [التغابن : ١] ، فلو حذف مع لام الابتداء كما فيما نحن فيه للزم الالتباس.
ولم يعكس لأن الجار والمجرور شيء واحد لشدة الاتصال بينهما فلا يجوز الانفصال بينهما ، بخلاف لام الابتداء فإنه يجوز انفصالها عما بعدها حيث أوتي لمجرد التأكيد ، لا يقال : إن لام الجارة مكسورة ولام الابتداء مفتوحة كما عرف فلا التباس بينهما ؛ لأنا نقول : هذا إذا لم تكن داخلة على الضمائر ، وأما إذا دخلت عليها فيلزم الالتباس كما لا يخفى. اه تحرير ملا غلام رباني بزيادة.
(٣) هذا عند غير أهل الحجاز ، وأما هم فيبقون ضمتها على أصلها كما يبقون في غير هذين الصورتين ، ويقولون هو ولهو وعليهو بالإشباع وبغيره ، وعليه قرأ من قرأ : (وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ) [الفتح : ١٠]. اه فلاح.
(٤) قوله : (مكسورا) نحو به كان في الأصل بهو فحذفت الواو وكسرت الهاء وأشبعت الكسرة فصار به ، فقوله : وتكسر الهاء ... إلخ بمنزلة استثناء المفرغ فكأن المخاطب يظن أن الهاء تبقى مضموما في جميع الأوقات ، فدفع ذلك بقوله : وتكسر الهاء. اه حنفية.
(٥) قوله : (في غلامه وفيه) يمكن الفرق بين هذين المثالين لوجوه كثيرة : الأول : باعتبار ـ