بنادق من نوع (Sindr) سيندر التي كانوا يطلقون منها بين حين وآخر طلقات تلعلع في الأجواء على عادة فرسان العرب في إظهار فرحهم وسرورهم في حادث من الحوادث المبهجة. وكان من المقرّر أن يرافقنا ضابط خدم في جيش الهند مدة أيضا ولقد انتظرناه بعض الوقت بجانب مقبرة الست زبيدة ولكن انتظارنا طال كثيرا ولم يأت ، وليأسنا من مجيئه تركناه وذهبنا.
وفي البدء عبرنا صحراء جميلة زاهية كانت قد زرعت بالحنطة وكثرت فيها المساقي والسواقي وما كدنا نبعد عن هذه الأراضي حتى وصلنا إلى ضفاف نهر دجلة مرة أخرى وعبرناه خلال جسر عائم آخر وكان يتميّز بجماله ودقة صنعه. وفي الطريق شاهدنا سيارة كانت تعمل في هذا الطريق بين المدينتين ولكنها الآن معطبة ومتروكة على جانب الطريق. وهذه نتيجة حتمية طبعا لطرز أفكار الترك الجنونية التي لا تسعى إلى تعبيد الطرق وإقامة الجسور المتينة الصالحة وعدم وجود الفحم الحجري ، فلا غرو إذن أن تعطب وتترك