وفي عقيدة الشيعة أن نبي الإسلام كان قد اختار لخلافته قبيل انتقاله إلى الملأ الأعلى ابن عمه وصهره علي بن أبي طالب الذي كان أسبق المسلمين إلى اعتناق الدين الجديد والدفاع عنه ، ومن أخلص رجالات العرب وأشجعهم في بدء الدعوة الإسلامية ، إلّا أن المسلمين لم يحترموا ولم ينفذوا وصية النبي صلىاللهعليهوسلم بعد انتقاله إذ انتخبوا أبا بكر وعمر وعثمان خلفاء من بعده. ولكنه أخيرا وبعد موت عثمان سنة ٦٥٦ م تسنم الخلافة وهو في شيخوخته وبلوغه عتيا من السن (١).
بيد أن مدعي الخلافة عادوا للمطالبة بها بعد موت علي ولم يتورعوا من استعمال السلاح في الوصول إلى طلبتهم وكان أن قتلوا بنيه الحسن (٢) والحسين ، الأول في المدينة والثاني في كربلاء والأراضي التي اصطبغت بدمائهما قد أصبحت ـ بنتيجة ذلك ـ مقدسة عندهم يتبرك بها أفراد الطائفة الشيعية ومن هنا وقع الخلاف وتضخم الحقد بين السنة والشيعة. ولو عنّ لنا أن نسأل :
يا ترى مع من الحق؟ أمع الطائفة الأولى أم الثانية وعقيدة أي منهما هي الصادقة؟ ينبغي لنا أن نتجرّد من العاطفة ونحكم عقلنا في هذا الأمر ..
والواقع أننا لا نحتاج إلى الاستعانة بأصول الفلسفة أو علوم ما وراء الطبيعة للإجابة عمّا تقدّم بل سرعان ما يظهر لنا أن الحق كان مع علي وأولاده وأول دليل على هذا هو ما ذكره القرآن الكريم من العناية بأفراد عائلة النبي وما خصّهم به من حقوق في أموال المسلمين والغنائم الحربية والأسلاب التي يجب صرفها للمحافظة على أعقابه والترفيه عنهم ..
على هذا الأساس كيف يمكن أن يرجح النبي شخصا غير علي الذي كان من المقربين إليه وابن عمه وصهره .. كيف يمكن أن يفضل عليه شخصا غريبا (٣)؟
__________________
(١) تردّد هنا المدام ما لقنها خادمها الإيراني وشرح لها حسب عقيدته.
(٢) لم يقتل الحسن كما ادّعت السائحة وإنما تذكر أخبار الشيعة أنه مات مسموما. «المترجم»
(٣) هذا رأي السائحة طبعا ولا موضع للجدال. «المترجم»