الاضطراب. كانت هذه الأشياء المحزمة المركومة جثث موتى بعضها قد لفت في بساط أو سجاد وحزمت بحبال وبعضها في توابيت خشبية يبدو من بين شقوقها اللحم الجامد المسود لهؤلاء الموتى.
على أثر هذا خرجنا سريعا تاركين هذا الخان الغريب ونزلنا في محل يبعد عنه كثيرا لنقضي فيه ليلتنا ، وخرج الكولونيل أيضا واضطر أن يقضي ليلته معنا في الهواء البارد. وعلى رغم ابتعادنا عن الخان بمسافة ليست قليلة كانت رائحة العفونة تضايقنا كلما هب النسيم من جانبه .. والواقع أن دفن الموتى بجوار أضرحة مراقد الأئمة أصبح عادة لفريق من المسلمين منذ أوائل عهد الإسلام أي بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء .. واليوم يجلب أكثر أفراد الطائفة الشيعية جثث موتاهم من أبعد المناطق كالهند وإيران إلى مدينة كربلاء والنجف لدفنها قرب مراقد هؤلاء الأئمة الذين ينزلونهم من نفوسهم منزلة التقديس.