نهيئ ستة بغال و «يابو» (١) ونكتريها لأن رئيس القافلة اعتذر من السفر غدا لأن دوابه وبغاله في حالة تعب شديد ونصب عظيم. فلم نر والحالة هذه بدّا من تهيئة هذه الدواب الست نحن لنعتاض عن دوابه. ولقد قدم لنا ـ والحق يقال القنصل الإيراني بعض المساعدة في هذا الشأن. كما أن زوجي قد تعهد بأنه لو أصيبت هذه الدواب الست بأي مكروه في الطريق فهو المسؤول عن ذلك ويغرم ثمن ما يصيبها.
وبعد الوصول إلى إتمام العقد ذهب زوجي مارسل إلى المتصرف (نائب الحكومة) وطلب منه أن يرسل معنا أربعة من رجال الأمن. بيد أن هذا اعتذر من عدم تلبية طلب زوجي بقوله «إنه لو تعرضتم لأخطار القبائل هذه وأوذيتم فإن رجالي سيصابون بالسوء والمكروه ، وسيجعلني ذلك في موقف حرج كما سأسأل عن هذه المخالفة وإنني أنصحكم بأن تصرفوا النظر أنتم أيضا عن هذه السفرة الخطرة».
وخلاصة القول أن الموظفين الترك قد أقنطونا من مساعدتهم ورفضوا تقديم أي تسهيل في رحلتنا هذه.
٧ جنويه :
بدأنا بالحركة في الظهيرة مؤملين أن نقضي الليلة في مضارب قبيلة جوئريج (٢) عبرت القافلة خلال قناة طويلة زرعت جوانبها بمزروعات نضرة وبعد أربع ساعات وصلنا إلى غابة من النخيل فتوقفنا عندها ، وقال لنا حراس القافلة الذين كانوا يرافقوننا «إن الماء من الآن فصاعدا مج مالح فعليكم أن ترووا حيواناتكم بالماء ريّا جيدا» وهنا تقدموا هم وتعهدوا بالقيام بهذه المهمة فساقوا أمامهم حيواناتنا لإروائها وانشغلنا نحن في هذه الفترة بتناول طعامنا ريثما يعودون. ولقد رفعت رأسي إلى السماء في هذه الأثناء فشاهدت سحبا
__________________
(١) يابو : يعني حصان غير أصيل «كديش» وهذا الاسم شائع عند الأكراد الفيلية.
(٢) لا ندري ماذا تقصد المؤلفة بهذا الاسم وإنما ضبطناه حرفيّا.