سودا يتراكم بعضها على بعض فوق رؤوسنا ورأيت عددا من الغربان تنتقل من الجهة اليسرى إلى اليمنى ودون تأخر سقطت عدة قطرات من المطر على الأرض. ورأيتني أقول لنفسي : الحق إذن مع غالبية الناس الذين يعدون انتقال هذه الطيور ذوات الأجنحة السود شؤما عليهم ولكن كم من الحسن أن تعيرنا أجنحتها هذه لكي نستطيع أن نطير بها ونختفي بين أغصان هذه الأشجار المتكاثفة ، ولكن يا للأسف الشديد إن هذه المواضع لم توجد لاختفاء حيوانات مثلنا. وما إن عادت الحيوانات حتى شرعنا في الحركة مرة أخرى لكي نصل إلى المضارب في أسرع وقت ممكن.
ولكن سوء الطالع لحقنا وإذا القافلة تجد نفسها داخل مياه الأهوار والمطر يهطل بغزارة شديدة كأنها السيل الجارف وظلمة الليل قد ملأت الأفق من كل جانب وبعد دقائق من سيرنا فوق أرض هذه الأهوار المملوءة من القصب والأعشاب توقفنا وقال لنا مرافقونا : إنهم قد ضلوا الطريق ولما لم ليلة ممطرة