حياتهم بحسب القوانين الطبيعية ، كما أن لهم رئيسا دينيّا يؤدي حاجاتهم الدينية والمذهبية وعلى هذا النمط الساذج البسيط يحيون حياتهم ويحافظون على بقايا نسلهم.
وعند ما تندلع نار الحروب بين شيخين من شيوخ هذه القبائل فأول من يحرض الرجال ويشجعهم على القتال هن هاته النسوة اللاتي يتحركن في أعقاب أزواجهن ويحمسنهم بالصياح والصراخ على متابعة الحرب ، كما يقع على عاتقهن حراسة الأسرى والمغلوبين وتعذيبهم ، ولهن في ذلك وسائل مبتكرة طالما يفتخرون بها وهن على الدوام يفكرن في طرق جديدة أخرى للقضاء على الأعداء بحيث لا يبقون مدة طويلة في الأسر. ففي بعض الأحيان يحرقنهم على النار بالتدريج وفي أحيان أخرى يقطعنهم إربا إربا بالسكين وعندما يقدمن على مثل هذه الأعمال فإنهن يصبن بحالة انفعال وتأثر شديد تقرب من الجنون. وإذا ما قتل أزواجهن في مثل تلك الوقائع فإنهن يفتخرن ، ولكن عندما يتقدم منهن من يطلب يدهنّ للزواج فإنهن يحبذن على الفور ويقبلن الزواج منه ومن الممكن أن تتزوج الأرملة منهن ثانية بعد يوم أو يومين من قتل زوجها الأول.
وعندما تقع حوادث السرقة أو اختطاف الفتيات بين أبناء هذه القبائل فيفضون نزاعهم حول ذلك بحسب قوانين أجدادهم القديمة. وفي الحالة الثانية ـ اختطاف الفتيات ـ يلبس أقارب الفتاة ولا سيما أفراد قبيلة بني لام التي نحن في ضيافتها الآن السواد دليلا على حزنهم وأساهم ويتسلحون ويدخلون مجلس الشيخ للمحاكمة بمنتهى الغضب والتأثر ، ويفضلون السكوت بيد أن أقارب الخاطف لا يظهر عليهم التأثر والحزن كثيرا. وعندما تفتح جلسة المحاكمة يسأل الشيخ الذي يترأسها عادة من الحضور عدّة أسئلة ثم يأخذ بإسداء النصائح والإرشادات للطرفين لإصلاح ما فسد ، ويأمر أخيرا أن تعطي عائلة المذنب إزاء تقصيرها ذلك للعائلة الأخرى ثلاثين جملا أو ما يقارب ذلك. وبعد صدور مثل هذا الحكم يرتفع الضجيج بين الطرفين وينتهي ذلك إلى النزاع. وفي النهاية وبعد عدة ساعات من الأخذ والرد يقبل الطرفان