الحكم الذي سبق أن أصدره الشيخ أو تخفيفه بعض الشيء. وعندما تنتهي المحاكمة يأخذ مندوبو الطرفين بالاعتذار كل إلى الآخر وبعد إقامة وليمة غنية بكل ما لذ وطاب من الرز ولحم الخراف واللبن الحامض المذاب بالماء يعود هؤلاء المندوبون إلى مضاربهم كأن لم يكن بينهم شيء مذكور؟!
ولعل من الطريف أن أذكر أن تلك المقادير الكثيرة التي يلتهمونها من الغذاء تجعلهم كالسكارى يترنمون ، إلّا أن تناولهم كميات كثيرة من اللبن يعمل على إظهارهم بمظهر الضعف والخور ويبعث في نفوسهم الكسل ويفقدهم النشاط! كما أن تناول العنب والتمر بكميات كبيرة يجعلهم في مثل هذه الحالة أيضا. وهنا تظهر لنا الحكمة البالغة في نهي نبي الإسلام لأتباعه عن تناول المشروبات الروحية ، ولا ريب أن الكمية القليلة منها تفيد الإنسان ولكن الفائدة هذه تنعدم عندما يتناولها أفراد القبائل الذين يقطنون البراري إذ تولد في رؤوسهم هيجانا شديدا وتعمل على انفعالهم وخروجهم عن طورهم بسرعة.