واضحة. والطيور زرافات زرافات تحط على القبب كيما تجفف بأشعة الشمس الأولى أجنحتها المبللة!! والنخيل تتساوق مع المنائر السامقة ومدارس وأبنية الكمرك على مقربة منا وأمامها جمع غفير من اليهود والأرمن والعرب بألبستهم الملوّنة ، وعن كثب تبدو بساتين مزدهرة بينها بناية القنصلية الانكليزية تظهر بشكل أخاذ .. كل هذه المناظر الخلابة كانت غارقة بين طبقات من الضباب والأبخرة المتصاعدة من دجلة ، يخيّل للرائي أن الساحل الأيمن من نهر دجلة أجمل وأن سكنته الذين يعيشون تحت ظلال النخل الوارفة والأشجار المخضرة الأخرى هم أسعد وأكثر راحة ممن سواهم وأن حياتهم التي يقضونها في منازلهم تلك هادئة رضية وأنهم بعد ذلك لا اتصال لهم بالدوائر والمحال التجارية والخانات من قريب ولا بعيد!! ولكن الواقع خلاف ذلك ..
ما إن ملأ الضياء السماء حتى بدا ـ واضحا جليّا عن كثب ـ جسر عائم لم يكن عرضه بمستوى واحد في جميع جهاته كما لم يكن على استقامة