المدينة كانت مندرسة عندما جاء الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر عبد الله المنصور في سنة ١٤٥ الهجرية إلى هنا فأسس عاصمة ملكه بغداد!
ومهما يكن ، فإن الخليفة المنصور بعد أن عاين هذه المنطقة ودرس أحوالها وقعت من نفسه وأسس فيها مدينة مدورة سماها دار السلام! (١)
وينقل المؤرخون أنه في الوقت الذي كان المنصور يؤسس مدينة على الضفة اليسرى (٢) من دجلة كانت على الضفة الأخرى (٣) دور عديدة وبساتين مزدهرة أي أنها كانت منطقة مأهولة بالسكان. وفيما أسسه الخليفة العباسي : جسرين عائمين يربطان الضفتين إحداهما بالأخرى وعلى أثر هذا أخذت بغداد تتوسّع وأصبحت إحدى المدن المهمة في العالم يومئذ. وفي الوقت الذي كانت أوروبا غارقة في ليالي الجهل والوحشية كانت بغداد هذه موطن العلم والمعرفة ومركز الإشعاع في الدنيا كلها.
يذكر مؤرخو العرب القدامى عن بغداد أخبارا تبعث على الدهشة والعجب ومما يذكرونه أن عدد حماماتها وقصورها الشامخة ومدارسها كان لا
__________________
(١) الصحيح «مدينة السلام» ويجوز تسميتها «دار السلام» إلّا أن الأول هو التاريخي الصحيح. «المترجم»
(٢) «اليمنى». المترجم.
(٣) أي الرصافة.