سبحانه وتعالى وأمر زعيمنا وكبيرنا الإمام أبي العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين الذي يجب على العالمين أن يقدموا له بفروض الطاعة والإخلاص جميعا .. أي أنه أنشئ بفضل الخاضع لله أبي العباس الذي خلقه زينة للعالم وجعله دليل وجوده ..
استمطروا شآبيب الرحمة على روح آبائه وأجداده الطاهرين والفخر والعزّة له وادعوا أن يبقى ملاذ المؤمنين وحامي المستضعفين ، أقيم هذا البرج سنة ٦٢٨ (١٢٣٠ م) (١) وانتهى العمل به ..
اللهم صلّ على نبينا ورسولنا محمد وآله الطيبين الطاهرين».
والذي يلفت النظر هنا هو وجه الشبه بين الاستحكامات الدفاعية التي استعملها المسلمون في القرون الوسطى والاستحكامات التي أقامها الفرنسيون في ذلك العهد ، فليس في استطاعتك قط أن تجد اختلافا بين طرز بناء هذا البرج الكبير وبرج كويي (٢) الفرنسي مثلا .. فلقد أنشئ البرجان بآجر كبيرة يخيّل إليّ أنها من نوع واحد وكذلك الأبواب وأسلوب البناء والحيطان الحجرية وحتى الخندق والسقوف المحكمة للغرف الهلالية الشكل والثقوب التي تستخدم للرقابة وإصابة الهدف ، كلها متشابهة ومتناظرة كأنها صنعت بأيد واحدة في البرحين على بعد المسافة بينهما.
وإذا كان هناك بعض الاختلاف اليسير من حيث الأقواس فإنني على رغم ذلك كان يخيّل إليّ وأنا واقفة بجانب هذا البرج الإسلامي أنني قبالة استحكامات فرنسية لا غير ..
ومن الإنصاف أن أذكر اختلافا آخر بين مراكز الدفاع الإسلامية والنصرانية هو أن الأولى ما زالت تحتفظ بعد ثمانمائة سنة من إنشائها بشكلها العام دون أن تكون مصابة بتصدّع كبير أو انهدام على خلاف الاستحكامات
__________________
(١) الصواب «٦١٨ ه ـ ١٢٢١ م». «المترجم»
(٢) Couey عائلة فرنسية شريفة قديمة كانت تناصب لويس السادس العداء وتعد من ألد خصومه وكانت تنشئ البروج التي عرفت باسمها.