وتقليم أظفارهم ، ذلك لأن الكثيرين من رعاياهم يعيشون في العتبات المقدسة العراقية كالنجف وكربلاء التي دفن فيها أبناء النبي (صلىاللهعليهوسلم) وخلفاؤه الحقيقيون (١).
وإذا كانت أحياء بغداد الواقعة على الضفة اليسرى من النهر يربطها طريق مستقيم مع إيران فإن الإيرانيين يفضلون السكنى على الضفة الأخرى في مدينة صغيرة تقع على بعد ست كيلومترات من بغداد تسمّى بالكاظمين ، وعلّة ذلك هي أن في هذه المدينة الصغيرة مقبرة الإمام موسى الكاظم الذي يقدّسه أبناء الشيعة ومنهم سكنة فارس.
تمرّ قوافل الزوار الإيرانيين في طريقها إلى الكاظمين بمدينة بغداد التي تعد من مراكز الطائفة السنية. وعند مرورها بهذه المدينة يلاحقها الأطفال من الطائفة المذكورة ويؤذونهم ويسمعونهم الأقوال البذيئة.
ومن السهولة أن يلاحظ المرء سوء تصرف أبناء الطائفة السنية للشيعة.
إذ عند ما تدخل القافلة التي تحمل الزوار الإيرانيين بغداد من بابها الشرقي يحيط بها الأطفال السائبون ويأخذون في إسماع أفراد تلك القافلة قارص الكلم وجارحه في وسط زوبعة من الهرج والمرج .. ولم يكتفوا بذلك بل يهجمون على بضائعهم المحملة على الحيوانات التي معهم وكثيرا ما يسرقون أغطيتهم أو نرجيلتهم أو أواني السمن المعلقة على جوانب تلك الدواب ثم يطلقون سيقانهم للريح يسابقونها إلى منعطفات الأسواق أو المعسكر الذي يقع في جانب من جوانب ميدان كبير في هذه المدينة.
لذلك يتحاشى هؤلاء الزوار المساكين من تعليق أمثال تلك البضائع على جوانب دوابهم في أغلب الأحيان. بيد أن أولئك الصبية الأشرار عند ما يرون ذلك وتأهب رجال القافلة من الدفاع عن أنفسهم وأثاثهم ، يأخذون في اتباع طريقة أخرى في أذاهم وهي أن يحملوا بأيديهم أكوام الطوب والحجارة
__________________
(١) تريد السائحة أن تقول إن الخلفاء الحقيقيين على مذهب الشيعة الإمامية .. «المترجم»