كذلك عقائد الترك بالقضاء والقدر قد خفّت عن السابق لكثرة ما جرت عليهم من الويلات والمصائب! لهذا نراهم في اسطنبول يأخذون في إنكار هذه العقائد اليوم ويعدونها من مخلفات العهد البائد ويدعون : «أن ترك أمر الحوادث النازلة إلى السماء لمعالجتها سخف في سخف» .. ومن مظاهر هذا الوعي الفكري أنهم أنشأوا إدارة خاصة لإطفاء الحرائق على غرار ما هو متبع في أوروبا .. في القسطنيطينية ..
كذلك أخذ رجال الدين السنة يجيزون الأهالي في أن يتركوا دورهم ومنازلهم ويقوموا بوقاية أنفسهم إذا ما حلّ بهم وباء مرض معد وتجاوز عدد ضحاياه خمسمائة .. فلا حرج عليهم في ذلك ولن يرتكبوا ذنبا ولا خطأ!!
ولكن على رغم ذلك ما زالت العقيدة بقدرة القدر وما يأتيه في حياة الإنسان ومصيره مخيما على كثير من العقول وتترك آثارا سيئة ونتائج وخيمة في حياة الأفراد والمجتمعات ، وأقل تلك الآثار أنها تجعل منهم ناسا لا مباليين خانعين لا يجشمون أنفسهم التفكير في الغد وما يحمله لهم ولا في الاهتمام بمستقبل حياتهم وبحياة أولادهم. وخلاصة القول أن أبناء الطائفة السنية يعدون عندي من الطبقات الدنيا من أتباع الإسلام لعقيدتهم تلك بفكرة القضاء والقدر بحيث يخيّل انها تسير مع دمائهم أو يخيّل أنها من غرائزهم الذاتية الأخرى كصلابتهم وشدّة بأسهم!!
وبناء على هذه العقيدة التي يدينون بها ، تنقلب البلاد الثرية التي يدخلها الترك أو العرب إلى أراضي بور قاحلة بعد مدة وجيزة ذلك لأنهم لا يفكرون في المحافظة عليها أو ترقيتها ، بل يتركون ذلك على عاتق القدر الذي سيتكفل به بحسب تلك العقيدة. وعلى هذا الأساس أيضا نرى أن الأراضي الرسوبية الخصبة التي تقع على نهري دجلة والفرات انقلبت إلى صحارى وبراري أو مستنقعات تكون موطن الأمراض السارية التي تفد إلى أوروبا منذ وقعت في أيدي هذه الطائفة. وما زال سكنة هذه البلاد ـ العراق ـ من المسلمين يحملون في عروقهم خصالهم الطيبة الحسنة ولكن بتأثير عقائد الترك السخيفة تلك وأخذهم بعادة تعدّد الزوجات انقلبت حياتهم إلى فقر ومسكنة ولهذا