كما أن رائحتها الذكية العطرة جعلتني كالمنتشية ، وكم تأسفت على أني قطعت هذا الطريق وأنا راكبة في هذه الحافلة وحرمت نفسي هذه المتعة الرائعة بذلك المنظر!!
ولكنه لم يطل كثيرا حتى انقلبت تلك المشاهد الجميلة المعطرة إلى أراض قاحلة ليس فيها زرع ولا نبات .. اللهم إلّا مجاري وسواقي للمياه عتيقة مندرسة تذكر بوجود مزارع واسعة كبيرة في قديم الأيام.
والواقع أن مناظر هذه الأراضي كانت تبعث على الأسى والوحشة والضيق بعد أن مررنا بتلك المزارع الفتانة التي لا أدري كيف انتهت وانقلبت إلى هذا الشكل بهذه السرعة!
* * *
عند خروجنا من بغداد كانت تبدو عن بعد بين قمم النخل السامقة رؤوس أربع منائر ذهبية متلألئة وهي منائر مقبرة الإمام موسى الكاظم وعندما قربنا منها رأيت بين أغصان وأوراق الأشجار المتكاثفة التي تملأ طريقنا ، قبتين جميلتين متلألئة تشبهان إلى حد بعيد قبة مدينة «قم» في إيران من حيث الشكل وطليهما بالذهب البراق من الخارج.
وأخيرا بلغنا الكاظمين وهبطنا من الترامواي في محطته التي تقع قرب