مصنوع من الكاشي الملون الذي زوّق بالميناء بشكل أخاذ ، وأمام هذه الباب يقع رواق طويل تحيط به من الجوانب أعمدة ضيقة مزينة بقطع من المرايا على أشكال هندسية مختلفة. وعلى العموم لو لم تكن لهذه البناية قبتان ذهبيتان لكان منظرها يعيد إلى الأذهان منظر قصر «چهل ستون» ـ قصر تاريخي قديم ومعنى اسمه «القصر ذو الأربعين عمودا» ـ في أصفهان.
وفي زوايا البناية أربع منائر مرتفعة مطلية أعاليها بالذهب. أما بقية أقسامها فهي من الكاشي الأخضر. وفي هذه المآذن يقف المؤذنون ويدعون المؤمنين إلى الصلاة. وفي جوانب القبتين كانت تتراءى لي أبراج صغيرة شبيهة إلى حد بعيد بمحلات الرقابة التي في أعالي القلاع الحربية.
والخلاصة .. ما إن نجونا من حلقة ذلك الجمهور المحتشد وابتعدنا عنه حتى أخذنا نجول في أطراف المقبرة ونتفرج على جدرانها من الخارج متحررين من كل قيد أو خوف ، ثم كان أن تشجعنا بعض الشيء فأخذنا ننظر خلال شقوق أبواب المقبرة إلى داخلها بكثير من الحذر والوجل واستطعنا أن نرى ما تحتويه البناية فكانت إلى جانب المقبرة والمسجد مدرسة وبضع خانات وحمامات أنشئت خصيصا للزوار والمصلين ..
مسجد الكاظمين هذا أنشئ في العهود الإسلامية الأولى بصورة بسيطة ولكن الشيعة أضافوا إليه قسما من المرافق كما زينوا جدرانه بنقوش وبفسيفساء ، على حسب الفن العماري الإيراني منذ قريب بحيث ما زال البلاط نديّا كما أن قسما من تلك الجدران لم يتم عمله حتى الآن وأن أقساما من القبب المذهبة تبدو متهدمة تشوه منظرها الجذاب!!
وبعد أن جلنا في أطراف المقبرة اضطررنا أن نذهب إلى مقهى قريب لننتظر مجيء الترامواي. ولقد قابلنا في عودتنا ببرود وبعدم اهتمام ، ألفاظ وأذى فئة من الأطفال السائبين الذين أخذوا بتعقيبنا وبالترفيه عن أنفسهم بالنيل منا وتجريح مشاعرنا!
كان المقهى الذي جلسنا فيه صغيرا بعض الشيء وبعد أن أخذنا مكاننا وحسونا فنجانين من القهوة وبضعة أقداح من الشراب استرجعنا أنفاسنا مما