لقينا وعاد الهدوء والأمن إلى نفس خادم القنصلية الذي عذب وأؤذي لكونه سنيا يرتدي الطربوش الأحمر ولمرافقته لنا نحن الأوروبيين!
بعد مدة من الانتظار تحرك الترامواي ينهب الأرض نهبا ، ولما كانت هذه آخر مرة يقود السائق عربة الترامواي في هذا اليوم أخذ يلهب ظهر الجياد بالسوط بقساوة وضراوة ليزيد من سرعتها ، فيصل إلى منزله في أقرب فرصة ممكنة دون أن يفكر بعواقب عمله الخطر هذا كأن تخرج العربة من السكة أو تنقلب ولا سيما والحافلة كانت مكتظة بالركاب وهؤلاء الركاب كانوا من طبقات مختلفة ومن أديان شتى فيهم اليهودي والنصراني والمسلم وكانوا كالسمك الطري الذي يوضع في الإناء لشيه ، يرتفعون ويهبطون حسب سير واهتزاز الحافلة!!
وما إن خرجت الحافلة من السكة ووقفت برهة حتى وجدنا الفرصة لنتنفس الصعداء .. ولكنها لما عادت إلى السير مرة أخرى كان سيرها أسرع من قبل وأخذت النسوة في الصراخ والعويل من الخوف ، أما السائق فلم يعر كل ذلك اهتماما فزاد من إلهاب ظهر الجياد بسوطه وكانت سرعة الحافلة تزيد بنسبة ذلك وحتى وصولنا إلى طرق وأزقة ضيقة لم يعمل على تخفيف سرعة الترامواي .. في تلك الطرق التي كانت حركة مرور الناس على أشدها.
وفي أحد تلك الأزقة الضيقة مررنا بمجموعة من الحمير يحمل كل منها سمكة كبيرة واحدة وهو ينوء بحمله هذا بشكل ظاهر.
وهذه الأسماك الضخمة التي توجد في مياه نهر دجلة تسمى في العراق