عليه حين شاورهم في موسى وهارون فانهم قالوا له أرجه وأخاه ولا يقتل الأدعياء اولاد الأنبياء وأبناءهم فأمسك يزيد مطرقاً ثم قال يزيد لزين العابدين عليهالسلام : ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ، قال علي بن الحسين : ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا ، ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) فنحن لا نأس على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا فأنشد يزيد قول الفضل بن العباس بن عتبة :
مهلاً بني عمّنا مهلاً موالينا |
|
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا |
* * *
رابعاً : مواصلة الامام لإحياء ذكر أبي عبد الله عن طريق الزيارة واستعمال التربة والمسبحة الحسينية وعن طريق البكاء لترسيخ القضية في ضمير الأُمة .
أما الزيارة فكان يحثّ الناس على زيارة الحسين عليهالسلام وفي محاورته مع زائدة بن قدامة الثقفي شاهد على ذلك قال الامام عليهالسلام : « بلغني يا زائدة أنّك تزور قبر أبي عبد الله الحسين عليهالسلام أحياناً ، فقلت : إنّ ذلك لكما بلغك ، فقال لي : فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضلنا والواجب على هذه الأُمة من حقّنا فقلت والله ما أُريد بذلك إلّا الله ورسوله ولا أحفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالي بسببه فقال والله ان ذلك لكذلك فقلت والله آنذاك لكذلك يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً فقال عليهالسلام أبشر ثم أبشر ثم أبشر ... الخ » (١) .
______________________
(١) بلاغة الامام : ٩١ .