وكانت السلطة تعمل من جانب آخر على تشويه أهداف الثورة ومسخها وتحويل الثائرين إلى مجموعة خارجة عن الدين لتسحب الشرعية منهم وبالتالي هي تكسب الشرعية وهذا يؤدي إلى تغيير محتوى الثورة ومعالمها وبالتالي تكون انعكاستها ضعيفة وغير مؤثرة .
لهذا كان عمل الأئمة الأطهار عليهمالسلام عملاً مكثفاً تجاه الثورة وكان تعاملهم معها ومع قائد الثورة تعاملاً خاصاً لا نجد له مثيلاً . ونستطيع أن نقسم دور الأئمة عليهمالسلام تجاه الثورة إلى ما يلي :
أولاً : دور السبايا :
ملاحظة : أدرجنا دور السبايا ضمن دور الأئمة عليهمالسلام باعتبار أن الامام السجاد عليهالسلام كان ضمن السبايا ولا اشكال أن التخطيط ومنهج التحرك كان يشرف عليه عليهالسلام . لقد خطط الامام الحسين عليهالسلام لثورته واعتبر دور السبايا جزءاً مكملاً لها وهذا الدور يعتبر دوراً كبيراً في الثورة .
الحسين عليهالسلام كان يعلم ان المعركة مع الأعداء قد تستمر عدة ساعات تنتهي خبرها بين الناس كما حاولوا فعلاً وصف رجال الثورة بالخوارج وهذه تؤدي إلى ضعف انعكاسات الثورة وتأثيرها على الأُمة .
بينما كان الامام الحسين عليهالسلام يهدف في ثورته إلى تحريك الأُمة وهز ضميرها وإعادة إرادتها وبالتالي تقويض الحكم الأموي والقضاء عليه . لذا قرّر الامام الحسين عليهالسلام اصطحاب أهل بيته معه . هذا القرار انعكس على القريبين والبعيدين مسبباً حالة من الاستغراب والاستفهام ، علماً إنّ الظرف لم يكن يسمح للإمام الحسين عليهالسلام لأن يُشخِّص لهم دور أهل بيته ؟ أو لعلهم لا يفهمون ذلك أصلاً لذا ربط هذا العمل بالغيب فقال : « شاء الله ان يراهنّ سبايا » .