السبايا كانوا يركّزون على ثلاثة خطوط ضمن دورهم الكلّي :
أولاً : اظهار اسلامية الثورة : كانت هناك مؤامرة تستهدف طمس معالم الثورة وتفريغ محتواها الحقيقي وبالتالي القضاء على آثارها ، وسلب الثورة قداستها هذه المؤامرة كانت تريد أن تقول أن هؤلاء جماعة من الخوارج خرجوا على أمير المؤمنين . وكانت هذه المقولة لها أرضية في المناطق البعيدة عن تحرك الإمام الحسين عليهالسلام كما حدث بالنسبة لأهل الشام . وكشاهد على ذلك ، عندما دخلت السبايا الشام دنا شيخ من نساء الحسين وعياله وهم مقيمون على درج باب المسجد ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المومنين منكم . وهنا تصدّ له الإمام زين العابدين ليبيّن له الحقيقة ، فقال : يا شيخ هل قرأت القرآن ؟ قال : نعم ، فقال له : هل قرأت هذه الآية : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، فقال له الإمام عليهالسلام : فنحن القربى ، واستمرّ الإمام زين العابدين يذكر له الآيات التي نزلت في حقّهم ثم رفع الشيخ رأسه إلى السماء وقال اللهمّ إني ابرأ إليك من عدو آل محمد من جن وانس ، فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل (١) .
والإمام الحسين عليهالسلام كان يعلم بهذه المؤامرة لهذا كان يؤكد في خطبه على أنه من بيت النبوة والوحي . من هنا جاء دور السبايا لترسيخ اسلامية هذه الثورة وانها صادرة من بيت النبوة والرسالة وإن قادتها هم أهل البيت الذين طهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس .
الشاهد الثاني : أكّد الامام زين العابدين عليهالسلام في خطبته مخاطباً لأهل الكوفة : « ... بأي عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم قتلتم عترتي وأنتهكتم حرمتي فلستم من أُمتي ... » .
______________________
(١) بحار ٤٥ : ١٢٩ .