حتى أُكلمه ، ثم أقبل عليهالسلام فقال : أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟ أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة (١) . وهذا الشاهد واضح على إظهار روح التحدي أمام الظلمة ، وكان لهذا الموقف من الامام عليهالسلام قد أجّج المشاعر عند أهل الكوفة ولعلّ تحرك عبد الله بن عفيف الأزدي مصداق ونوع من التأثر الذي أحدثه موقف الامام عليهالسلام حيث صرخ عبد الله بن عفيف وقال لابن زياد : « يا ابن زياد الكذاب ابن الكذاب انت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدو الله أتقتلون ابناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين ... إلى أن قال وا غوثاه أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين عن لسان رسول ربّ العالمين » .
الشاهد الثاني : موقف العقيلة بالشام ، وذلك لما خطبت بتلك الخطبة البليغة أمام يزيد لعنه الله ولم تكترث بما عليه من المقام وزهو الملك ، بل أهانته في عقر داره حينما قالت :
« أمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وايماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويتشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا لهنّ من حماتهن حمي ... » ، وكأني بلسان الحال :
لا والد لي ولا عم ألوذ به |
|
ولا أخ لي بقي أرجوه ذو رحمي |
أخي ذبيح ورحلي قد أُبيح وبي |
|
ضاق الفسيح وأطفالي بغير حمي |
* * *
______________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف : ٦٨ .