وحدثنا التأريخ ان أهل الكوفة بدأوا يلومون أنفسهم على موقفهم هذا وبدأ المحبين لأهل البيت يجمع السلاح والاستعداد للثورة من ذلك اليوم ، وفعلاً أول تحرك للأُمة وأول تأثير لثورة الحسين عليهالسلام انطلق من الكوفة .
ثالثاً : اظهار روح التحدي والتضحية :
إنّ الأُمة في وقت الامام الحسين عليهالسلام وبفعل الطغاة من بني أُمية فقدت إرادتها لذلك قدّم الامام الحسين عليهالسلام دمه ومن كان معه من أهل بيته وأصحابه من أجل ان يعيدوا للأُمة إرادتها وحاول الامام زين العابدين عليهالسلام ومن معه من بنات الرسالة ان يظهروا للأُمة بشكل عام وللطواغيت بشكل واضح انّهم على روح وخط الحسين عليهالسلام وإن كانوا في أسر الطغاة وهذا ما نجده واضحاً من خلال هذين المثالين ، وأحدهما كلام الامام زين العابدين عليهالسلام مع عبيد الله بن زياد في الكوفة والآخر كلام الحوراء زينب عليهماالسلام مع يزيد في الشام .
الشاهد
الأول : كلام الامام زين العابدين عليهالسلام مع عبيد الله بن
زياد ، حينما حاول ابن زياد لعنه الله أن يصوّر للناس بأن الله هو الذي قتل الحسين وأهل بيته ، وبذلك
يكون نصر الله إلى جانب يزيد ولكن الامام بيّن الحقيقة . قال الراوي : ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين عليهماالسلام
فقال من هذا ؟ فقيل علي بن الحسين ، فقال أليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟ فقال علي عليهالسلام
قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس ، فقال بل الله قتله فقال علي عليهالسلام
: ( اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) فقال ابن زياد ألك جرأة على جوابي
أذهبوا به فأضربوا عنقه ، فسمعت به عمته زينب فقالت يابن زياد ، انك لم تبق منّا أحداً فان كنت عزمت على قتله فأقتلني معه فقال علي عليهالسلام
لعمته اسكتي يا عمه