العراق كانوا يؤمنون بقيادة الإمام الحسين عليهالسلام وبالخصوص أهل الكوفة إلّا ان المرض الذي أصاب الأُمة الإسلامية أصاب أهل العراق وأهل الكوفة وهو فقدان الإرادة وموت روح التضحية والتحدي للطغاة . لهذه الأسباب ينفع فيهم التقريع وإشعارها بالذنب .
الشاهد الأول على ذلك : قول الامام زين العابدين عليهالسلام معاتباً أهل الكوفة في إحدى خطبه :
« أيها الناس ناشدتكم الله هل تعلمون انكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه واعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه ؟ فتباً لكم لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم بأي عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أُمتي » (١) .
الشاهد الثاني : الحوراء زينب عليهاالسلام لما خطبت أمام أهل الكوفة فقالت : « أما بعد يا أهل الكوفة أتبكون ، فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة ، انما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثاً تتخذون ايمانكم دخلاً بينكم ألا ساء ما تزرون أي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، فلن ترحضوها بغسل ابداً وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة ومعدن الرسالة ومدار حجتكم ومنار محجتكم وهو سيد شباب أهل الجنة ... . لقد أتيتم بها حزقاء شوهاء أتعجبون لو أمطرت السماء دماً ... ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم أنّ سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون ... أتدرون أي كبد فريتم ؟ وأي دم له سفكتم ؟ وأي كريمة أبرزتم لقد جئتم إدّاً تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال » ... فضجّ الناس بالبكاء والعويل .
______________________
(١) البحار ٤٥ : ١١٣ .