وكذلك ورد في الحديث الشريف عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليهالسلام » (١) . وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عباس حين قال : ابن الزبير ألم يبلغك قتل الكذاب ؟ قال ابن عباس ومن الكذاب ؟ قال ابن أبي عبيد ( ويقصد به المختار ) قال ابن عباس : قد بلغني قتل المختار ، قال : كأنك نكرت تسميته كذاباً ومتوجع له ، فقال ابن عباس : ذاك رجل قتل قتلتنا وطلب ثأرنا وشفى غليل صدورنا ، وليس جزاؤه منّا الشتم والشماتة (٢) .
وفي عام ( ٦٦ هـ ) ليلة ١٤ ربيع الأول نجحت ثورة المختار واستشهد بـ (١٤) شهر رمضان المبارك ( ٦٧ هـ ) أي حكم فقط ١٨ شهراً ، كم قتل بالكوفة أثناء حكمه ١٨٠٠٠ قتيلاً . وأما واقعة الخازر التي قادها ابراهيم بن مالك الأشتر النخعي قدسسره والتي قتل فيها عبيد الله بن زياد مع ٥٢٠٠٠ من عملائهم فيكون المجموع ٧٠٠٠٠ ألفاً ، ولعلّ هذا معنى قول الرسول صلىاللهعليهوآله الذي ينقله السيوطي في باب من أعلام النبوة أن الله قتل بيحيى ابن زكريا ٧٠٠٠٠ وأنه قاتل بولدي الحسين ٧٠٠٠٠ ألفاً ، والحقيقة أن الثأر الأعظم للحسين بظهور ولي الله الأعظم المهدي عجلّ الله فرجه ، ولما نجحت ثورة المختار أخذ يستغل مهارته السياسية ، الأمويون من جانب له اعداء ، الزبيريون من جانب له اعداء ، حزب الخوارج من جانب ، وآخرون من جانب عدة جبهات لذا أخذ يستعمل المختار أُسلوب التدرج ، الذي عنده عشيرة قويّة كان يتركه أول الأمر ، عمر بن سعد عند عشيرة قويّة وجماعة من اتباعه لذلك أُشير على المختار ان لا يفتك بعمر بني سعد
______________________
(١) رجال الكشي : ١٢٧ .
(٢) الكامل في التاريخ ٤ : ٢٧٨ .