المقطع الثاني من الحديث الشريف : يقول الامام الباقر عليهالسلام وإنّ الله عزّ وجل خبأ سخطه في معصيته ، حيثما هناك معصية لله عزّ وجل يعني هناك سخط لله عزّ وجل والعاقل ينبغي أن لا يتعرض إلى سخط الباري عزّ وجل ، والعاقل المؤمن ينبغي أن لا يستصغر المعصية ولا ينظر إلى صغرها بل عليه أن ينظر إلى من عصى ، عصى جبّار السماوات والأرض ، وفي الحديث الشريف إنّما يهلك الناس لاستخفافهم بالمعصية واستصغارهم لها « من أشدّ الذنوب ما استخافّ به صاحبه » .
قصة : والنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله يضرب لنا ولأصحابه مثلاً واضحاً كان ذات يوم في سفر ووصلوا إلى صحراء قاحلة فقال لهم اذهبوا وتفرقوا واجمعوا لنا حطباً ، فقالوا له يا رسول الله إنّها صحراء قاحلة لا يوجد فيها حطب ، فقال لهم اذهبوا وترّقوا واجمعوا الذي يمكنكم أن تجمعوه ، فتفرقوا وبعد فترة جاء كل منهم يحمل حزمة من الحطب فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله اطرحوه ها هنا فصارت كومة من الحطب فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله انظروا هكذا تجتمع الذنوب .
ومن هنا ورد في الحديث الشريف عن زين العابدين عليهالسلام : « ويل لمن غلبت آحاده عشراته » .
المقطع الثالث من الحديث الشريف : وإنّ الله عز وجل اخفىٰ ( خبأ ) وليّه في عباده ، أولياء الله كثير من الناس يجهلونهم وذلك لتواضعهم ولعدم حبّهم للشهرة ، والظهور فهم يتمتعون بالإخلاص لله تعالى ، من هنا ينبغي للإنسان المؤمن أن لا يستخف بالناس ، ولا يستصغره ولا يهينه ولا يؤذيه ، لأنّه ربّما يكون وليّاً لله عز وجل ، وفي الحديث الشريف : « من أهان لي وليّاً فقد أرصدني للمحاربة ( المبارزة ) ودعاني إليها » . الله لا ينظر إلى صورة الإنسان الظاهري وإنما ينظر إلى سريرته « إنّ الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وإنّما ينظر إلى قلوبكم » .
وفي الحديث الشريف « ربّ عبد أسود ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه » .