لين الجانب له أثر في استدرار عطف الطرف المقابل بخلاف الشدّة والغلظة والفظاظة تؤدي إلى انصراف الناس عن هذا الشخص . وبالتالي تسقط شعبية القائد وجماهيرته في الوسط الاجتماعي . ومن هنا يقول الله سبحانه وتعالى وهو يتحدث ويشير ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ) . وفي الأحاديث الكثيرة هناك حثّ وترغيب على ضرورة التخلّق بالرفق ، « ما وضع الرفق في شيء إلّا زانه » وفي حديث قريب من هذا المعنى « خيركم الموطأين أكنافاً الذين يألفون ويُألفون » .
لين الجانب لا يعني التنازل عن المبادئ والقيّم :
في الوقت الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتمتع بهذه الخصلة الحميدة لكنّه لم يتنازل عن معتقداته ومبادئه مهما كلّفه الأمر ، ولعلّ من أوضح الشواهد على ذلك قول المشركين لعمّه أبي الطالب قل لابن أخيك أن يسكت عن الكلام عن آلهتنا ونحن نعطيه مبالغ وأموال ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : « يا عم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه » .
من مواقف أمير المؤمنين عليهالسلام :
لما آلت الأُمور إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وصار هو الحاكم أقبل جماعة وقالوا له يا أمير المؤمنين ، لو أبقيت فلاناً وفلاناً في وظائفهم إلى أن تستتب لك الأُمور فقال لهم : « أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور ... » .
الغلظة والفظاظة من أخلاق المنافقين والكافرين :
من أبرز صفات المنافقين والكافرين
وأعداء الله ورسوله هي الغلظة ، والذي