إذا لم يتمتع القائد بهذه الخصلة فهو قائد فاشل ولا يمكنه أن يواصل هذه المهمّة والمسؤولية بنجاح بل سوف يخسر أقرب المقرّبين إليه .
ولأهميّة هذه النقطة في حياة الأنبياء بشكل عام وخصوصاً نبينا الأكرم صلىاللهعليهوآله لذا فقد شملته الرحمة الإلهية والعناية الربانية في تهيأة الظرف المناسب لهذه النقطة ، ولعلّ من جملة المنن الإلهية على الرسول صلىاللهعليهوآله قوله تعالى له ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) وكذلك قوله تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) .
الأخلاق الحسنة للقائد سبب رئيسي لكسب الجماهير :
كثير من القادة استطاعوا ان يكسبوا اعداءهم بأخلاقهم العالية وذلك لأنّ الإنسان الطبيعي غير الشاذ تؤثر فيه الأخلاق العالية ، ولعلّ من أبرز الشواهد على ذلك ، ما ينقله التأريخ من سيرة النبي صلىاللهعليهوآله .
دخول اليهودي في الإسلام : كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله جاراً يؤذيه وذلك يرمي سلّة الفضلات عليه حين رجوعه من صلاة الجماعة ، وكان يهودياً ، فافتقده النبي صلىاللهعليهوآله لمدة ثلاثة أيام لم يرم النبي بتلك الفضلات فسأل النبي صلىاللهعليهوآله عنه فقيل له إنّه يشتكي جسده ، فقال الرسول صلىاللهعليهوآله إذن نعوده ، باعتبار من حقوق الجار عيادته إذا مرض ، وذهب هو وبعض أصحابه واستأذنوا للدخول عليه ، وعرف اليهودي أنّ ذلك من آداب الإسلام الحنيف ، فقال اليهودي يا رسول الله مدّ يدك فإني اشهد أن لا إله إلّا الله وإنّك محمد رسول الله .
لين الجانب يبلغ بالعبد رضوان الله تعالى :
ورد في حديث عن إمامنا محمد الجواد عليهالسلام أنّه قال : ثلاثة تبلغن بالعبد رضوان الله تعالى ، أولها : كثرة الإستغفار وثانيها كثرة الصدقة وثالثها لين الجانب .