المقدمة :
هناك عدة أدوار قام بها إمامنا الحسن العسكري عليهالسلام فيما يرتبط بولده المهدي (عج) :
أولاً : كتمان ولده الحجّة عليهالسلام : وذلك خوفاً عليه من الأعداء ، وقد قال لأحمد بن اسحاق : « ولد لنا مولود ، فليكن عندك مستوراً ، وعن جميع الناس مكتوماً » (١) .
ثانياً : بشارة الخواص من الشيعة بولادته : روى الشيخ الصدوق قدسسره بسنده عن أحمد بن اسحاق قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله خلقاً وخُلقاً ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً (٢) .
ثالثاً : عرض الإمام الحجّة على الخواص : روى الشيخ الطوسي في الغيبة عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز ، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح قالوا جميعاً : اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه عليهالسلام أربعون رجلاً ، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري ، فقال له : يابن رسول الله ! أريد ان اسألك عن أمر أنت أعلم به مني ، فقال له : اجلس يا عثمان .
فقام مغضباً ليخرج ، فقال لا يخرجن أحد ، فلم يخرج أحد إلى أن كان بعد ساعة فصاح عليهالسلام بعثمان فقام على قدميه . فقال : أخبركم بما جئتم ؟
______________________
(١) كمال الدين ٢ : ٤٣٤ .
(٢) كمال الدين ٢ : ٤٠٨ .