قالوا نعم يابن رسول الله .
قال ( جئتم ) تسألونني عن الحجة من بعدي .
قالوا : نعم ، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليهالسلام ، فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله ، وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله ، فهو خليفة إمامكم والأمر إليه ... (١) .
رابعاً : التنصيص على الحجة والتصريح بإمامته :
روى الصدوق بسنده عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهمالسلام يقول : كأنّي وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما إن المقرّ بالأئمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع الأنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله صلىاللهعليهوآله والمنكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله كمن أنكر جميع أنبياء الله لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ، أما إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلّا من عصمه الله عزّ وجل (٢) .
وكذلك يؤيّد ذلك ما رواه الشيخ الصدوق قدسسره بسنده عن أبي علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدسسره يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهمالسلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهمالسلام « إنّ الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وان من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » فقال عليهالسلام : إنّ هذا حقّ كما أن النهار حق ، فقيل له : يابن رسول الله ! فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من
______________________
(١) الغيبة : ٢١٧ .
(٢) كمال الدين ٢ : ٤٠٩ .