يقصدهم ويتوجه إليهم ويسألهم المسائل الدينية وغيرها فيجيبوه ، إذن هذه بيوت العلم والحكمة ، ومن هنا أمرنا القرآن بسؤالهم عند الحَيرة قال تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (١) .
وبعد موتهم وشهادتهم عليهالسلام ينبغي على الأُمة أن تهتمّ وتشيد وتبني قبورهم لأنّ الله أمر برفعها لتتميّز عن بقية القبور إعلاءً لشأنهم ، وإشارة للأُمة لمقامهم ومنزلتهم ودرجتهم الرفيعة وهذا هو معنىٰ الرفع الذي أشارت إليه الآية ( أن ترفع ) أي فيه دلالة على أن تكرّم وتعظّم وتشيّد معنوياً وماديّاً في حياتهم وبعد الممات .
ما الدليل على التعظيم بعد الممات ؟
قد يسأل سائل ويقول أنّ النبي صلىاللهعليهوآله حينما تكلّم علي وفاطمة كانا أحياءاً فما الدليل بعد الوفاة ؟ والجواب أنّ النبي صلىاللهعليهوآله فسّرها في بداية الحديث ببيوت الأنبياء ولم يكونوا أحياءاً حين كلامه .
يقول البعض أن تعظيم البيوت شرك ؟!
والجواب على هذه الشبهة أن نقول ، أيأمر الله بالشرك ؟! وقد أمر بأن ترفع في الآية ! حاشا وكلّا ، ولكنّ البعض من المعلمين لعدم تدبّرهم بالكتاب الكريم أو السنّة النبوية الشريفة وبالتالي يقعوا في مثل هذه الاشتباهات ، وعلى سبيل المثال نذكر لكم هذا الشاهد .
______________________
(١) سورة النحل : الآية ٤٣ .