قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : « والذي نفسي بيده لولا أن تقول أقوام فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً لا تمرُّ بأحد من المسلمين إلّا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة » (١) .
أليس نفهم من كلام النبي صلىاللهعليهوآله حثّ المسلمين على التبرّك بالتراب الذي يطأه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . فإذا كان التراب الذي يطأه الأولياء فيه هذه البركة فكيف بالبيت الذي يسكنه سنوات طويلة يطأ ترابه بأقدامه الشريفة . كيف لا يكون محلاً للبركات ؟ ومن هنا يعلّمنا الامام الهادي عليهالسلام في الزيارة الجامعة الكبيرة أن نخاطب الأئمة عليهمالسلام : « السلام على مساكن بركة الله » .
ما المراد من الحديث المنسوب للنبي صلىاللهعليهوآله : ( أن لا أدع قبراً مشرفاً إلّا سويته ) .
أولاً : سند هذا الحديث ضعيف بل راويه « أبو الهياج » الذي قال في حقّه أحمد بن حنبل إنّه أخطأ في خمسمائة حديث ، وفي سنده أبو وائل وهو معروف ببغضه لعلي بن أبي الطالب ، ومبغض أمير المؤمنين عليهالسلام في النار ومن أهل النار للروايات الكثيرة فلا نقبل حديث من أحد هو من أهل النار .
ثانياً : أنّ لفظ ( التسوية ) تعني الاعتدال بين الارتفاع العظيم وبين الهدم الماحي للأثر ، والدليل أنّ الشريعة الإسلامية عن طريق الروايات الواردة في هذا المجال تذكر استحباب رفع القبر شبراً أو أربع أصابع عن الأرض وهذا بالنسبة لقبر كل إنسان مسلم فلا يصلح هذا الحديث لمدّعى القوم إلى إمحاء اثر القبر تماماً والتسوية نفهمها بالمعنى الذي أشارت إليه الروايات كما وضحناه لا كما فهم من ذلك الوهابيون .
______________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٦٠ ، تاريخ ابن عساكر ١ / ٢٢٦ وغيرهما من المصادر .