ثالثاً : لسنا الشيعة المنفردين بالبناء على القبور ، فهذا قبر إبراهيم عليهالسلام في الأُردن له قباب وأضرحة ، وقبر موسى عليهالسلام بين القدس وعمّان له بناية كبيرة ، وقبر أبي حنيفة ببغداد ، وقبر أبي هريرة وقبر عبد القادر الجيلاني في الأعظمية ببغداد ، فضلاً عن قبور الملوك والعظماء ، ولم يعترض أحد من المسلمين على هذه القبور فالأصل الجواز .
رابعاً : الأهتمام بقبور الأنبياء والأولياء يمثّل حالة حضارية ومدنية لربط الأُمة بعظمائها وتخليداً لذكرى هؤلاء العظماء . ولعلّ القرآن الكريم فيه إشارة إلى هذه المسألة بشكل ما ، حينما يتعرض لقصة أصحاب الكهف ، ويصل إلى كيفية احياء الله لهم من بعد موتهم وهكذا إلى أن اطّلع الناس على حقيقتهم أماتهم مرّة ثانية ، فهنا صار نزاع بين طرفين في أمرهم ، وكان نظر المؤمنين وموقفهم منهم أن قالوا : ( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) (١) .
إذن نظر المؤمنين هو بناء المسجد على أصحاب أهل الكهف وليس ذلك إلّا تعظيماً لأمرهم واهتماماً بشأنهم .
نحن نأسف لمّا ننظر إلى قبور ائمتنا في البقيع وقد قام أعداء أهل البيت واتباع الفكرة المنحرفة التي أسّسها ابن تيمية وسار على نهجه الضالّ المبتدع المنحرف محمد بن عبد الوهاب ، وقد قام أتباع هذا المبدأ بهدم قبور ائمتنا في البقيع في الثامن من شوال . بعد أن استمعتم وقرأتم هذه الأدلة الدامغة التي تؤيّد تشييد قبور الأولياء والعظماء حيث أمر الله أن ترفع .
______________________
(١) سورة الكهف : الآية ٢١ .