يا أرض طيبة يا أريج محمد |
|
يا قدس طهّره البقيعُ الغرقد |
أفدي ترابك بالجنان وكيف لا |
|
وبنو علي علىٰ ترابك رقّد |
حسن وزين العابدين وباقر |
|
والصادق البحر الخضم المزيد |
أولاءهم آل النبيّ ومن بهم |
|
نهج النبي وشرعه يتجدّد |
وهم ذوي القربى فويل عند من |
|
آذى بقتلهم النبيّ وألحدوا |
وأبىٰ عليهم أن يُشيّد مرقد لهم |
|
وشيّد للتوافه مرقد |
مهلاً فما مدح الكتاب بجلده |
|
والسيف يبني المجد وهو مجرد |
لابدّ من يوم على أجسادهم |
|
كما لآل الكهف يبنىٰ مسجد |
* * *
أقول انظر إلى مقبرة البقيع ، ومرّة ثانية انظر إلى مرقد يتيمة الحسين عليهالسلام في دمشق السيد رقية التي عمرها (٤) سنوات كيف شيّد لها حرم واسع وقبّة ونلاحظ الآف المحبين الذينَ يفدون لزيارتها والتوسل بها إلى الله عزّ وجل في قضاء حوائجهم وكذلك لاترى إلّا قارئ للقرآن ومصل وراكع وساجد .
وهذه الطفلة كانت قد رأت أباها في عالم
الرؤيا لما كانوا في خربة الشام هذه الخربة التي كان يقول عنها زين العابدين عليهالسلام
: « لا تقينا من حرارة الشمس ولا من برد الشتاء حتى لقد تقشّرت وجوه عمّاتي واخواتي » . في هذه الخربة رأت أباها في عالم الرؤيا وأخذت تتحدث معه بلهفة وبشوق وحرارة وفجأة انتبهت من النوم وإذا بها لا تجد أباها فأخذت بالبكاء ، فسألتها عمتها الحوراء عن سبب بكائها فقالت لها عمة أين والدي ؟ الآن كان معي فبكت الحوراء وبكين النسوة حيث علمن وعرفن أنّ هذه الطفلة رأت أباها في عالم الرؤيا ، ولما ضجّوا بالبكاء ارتفعت اصواتهم ووصل الصوت إلى مسامع يزيد لعنه الله ، فقال