طالت لطول سجودٍ منه ثفنته |
|
فقرّحت جبهة منه وعرنينا |
رآىٰ فراغته في السجن منيتَهُ |
|
ونعمةً شكر الباري بها حينا |
* * *
لذلك إخلاصه العبودية لله عزّ وجل وشكره لنعم الله عزّ وجل ، الله عزّ وجل لم يقطع عنه فيض رحمته الواسعة حتى بعد رحيله من دار الدنيا فها هو مرقده الطاهر كعبة لمقاصد المحتاجين والمتوسلين من مختلف الطبقات رجالاً ونساءاً علماء وجهّال ، خاصة وعامة . ولكن أخبرني أين هارون الرشيد وهل له قبرٌ يزار ؟ كلّا ، بل اللعنات تلو اللعنات على قبره ، هذا الذي كان يخاطب السحاب أين ما تمطرين يأتيني خراجك هذا الذي آثر ان يسجن الامام الكاظم عليهالسلام وهو يعلم إنه أحقّ بالخلافة منه ولكن حبّ الدنيا والكرسي أعمىٰ قلبه فلم يتمكن من أن ينظر إلى الامام الكاظم عليهالسلام تحفّ به شيعته وأنصاره أو يجبىٰ إليه الخراج فسجنه وقد أخبر ولده المأمون لما دخل عليه الامام ذات يوم فقام إليه وقدّره وبجَّلَهُ فلمّا انصرف الامام سأله ولده من هذا الذي أراك اهتممت به أكثر من غيره فقال له ولدي هذا سيّد بني هاشم وهو أحقّ بالخلافة منّي فقال له المأمون إذن لم لا تعطيه هذا المقام قال هيهات ولدي الملك عقيم لو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك . ولكن أين هارون وأين موسى بن جعفر فالذهب يتلألأ على قبته والملائكة تحفّ به يقول الشاعر :
لتهنك عقبىٰ الصابرين أبا الرضا |
|
وإن طال حبسٌ واستطال عذاب |
وعربد سوط في أكفّ لئيمة |
|
وجنّ به للظالمين عقاب |
فكوخ به عشت استطال إلى السما |
|
وقصرٌ به عاش الرشيد خراب |
* * *