وهكذا دواليك مصير كل ظالم إلى الزوال ، أين يزيد الظالم الذي لا يعرف له قبر ، وهذه بنت الامام الحسين عليهالسلام السيدة رقية (٤) سنوات عمرها وقد شيّد لها مرقد يبهر النظار إليه هذا يزيد الذي ليس له ذرّة من الإنسانية والعطف والشفقة على آل رسول الله .
يقول الراوي حملت النساء والأطفال على ظهر الجمال العارية مرّبقات مكتّفات ، وكانت كل امرأة بمجرد أن يرتفع صوتها بالبكاء يضربها زجر بكعب الرمح ويمنعها من البكاء ـ حتى أدخلوهن الشام ـ ولكن بأيّ حالة ؟ يقول إمامنا زين العابدين عليهالسلام لما قربنا من الشام انزلونا عن الجمال وجاءوا بحبال وربّقونا بها ، وكان الحبل ممدوداً ـ من عنقي إلى اكتف عمّتي زينب وأُم كلثوم وباقي بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنّا كلما قصرنا عن المشي ضربونا بالسياط ، وكلما عثر طفل أو سقط تنهال عليه السياط إلى أن أدخلونا على يزيد ، فوقفنا بين يديه ثلاث ساعات من النهار .
فقال له الامام زين العابدين عليهالسلام يا يزيد ما ظنّك بجدّي رسول الله لو رآنا على مثل هذه الحال ؟ قالوا فأمر يزيد بالحبال فقطّعت عن أعناقهم واكتافهم ، ثم أمر يزيد باحضار رأس الحسين عليهالسلام فأُحضر الرأس الشريف في طشت من ذهب وجعلوه بين يدي يزيد وهو لا يتمالك نفسه من شدة الفرح والسرور ، فأخذ يزيد عود الخيزران وصار يضرب شفتي ابي عبد الله وهو يقول :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأمل |
لأهلوا واستهلوا فرحاً |
|
ثم قالوا يا يزيد لا تشل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لستُ من خندق إن لم انتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
قد قتلنا القرم من ساداتهم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل |