مدخلاً للعقل ومحاكاته ، باعتبار استجابتها السريعة عند الانسان . ومعظم افراد الأُمة فان للجانب العاطفي دور كبير في حياتها ، لهذا ركّز الأئمة عليهمالسلام على الجانب العاطفي لربط الأُمة بقضية الحسين عليهالسلام وبالتالي تحريكها باتجاه الأهداف الاساسية لهذه الثورة .
التحرك العاطفي للسجاد عليهمالسلام ... لماذا :
انّ الامام عليهالسلام اتخذ طابع الحزن واظهار المظلومية ، ولعلّ من جملة الروايات التي تؤكد ذلك ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قوله : « بكى علي بن الحسين على أبيه الحسين عليهالسلام عشرين سنة وما وضع بين يديه طعاماً إلّا بكى عل الحسين ... » (١) .
هناك مبررات موضوعية لهذه الأستراتيجية نشير إلى أهمها :
أولاً : أن من أهداف ثورة الحسين عليهالسلام تحريك الأُمة وإعادة ارادتها لها وبالتالي رفضها للظلم والانحراف والطغيان وتحريك الأُمة يحتاج منها ان تتفاعل مع الثورة بشكل ما لتؤثر الثورة فيها ولهذا يكون المدخل العاطفي هو المؤثر بالنسبة للأُمة التي فقدت ارادتها .
ثانياً : أن الظرف السياسي بعد مقتل الامام الحسين عليهالسلام كان صعباً فأي تحرّك سياسي ثوري مهما كان صغيراً يتم القضاء عليه بالسرعة الممكنة وبكل الوسائل الوحشية كما في إباحة المدينة . ولكي تُربط الأُمة بثورة الحسين يحتاج إلى تحرك واسع ليس فيه اشارة واضحة للسلطة الحاكمة ، والتحرك العاطفي لا يثير السلطة الحاكمة .
ثالثاً : ان الامام السجاد عليهالسلام كان مراقب مراقبة شديدة من قبل الطغاة واعوانهم باعتباره الامام في زمانه وتتوجه إليه انظار المسلمين ، فلهذا تتوقع السلطة الحاكمة تحركاً منه إلى غيره من المبررات الموضوعية لهذا التحرك الواسع .
______________________
(١) كامل الزيارات : ١٠٧ .