قام الأئمة بربط الأُمة عاطفياً بقضية الحسين عليهالسلام من خلال أُمور :
١ ـ إظهار المظلومية : من خلال ما تعرّض له الحسين عليهالسلام عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : « أصيب الحسين بن علي عليهالسلام ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة رمح أو ضربة سيف أو رمية سهم » (١) .
وهكذا ما صنع بعلي الأكبر بالعباس ، وكذلك ما جرى لبنات الزهراء عليهاالسلام من فزع اثناء حرق اعداء الله للخيام وفرارهن من خيمة إلى خيمة . قول الامام زين العابدين عليهالسلام لبعض أصحابه إنّي كلما نظرت في وجوه عمّاتي وأخواتي تذكرت فرارهن يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة .
استغلال الظروف المناسبة : فقد روي عن الامام زين العابدين عليهالسلام انه كان ماراً في السوق وشاهد أحد القصابين عنده غلام يذبح شاة فقال لغلامه هل سقيتها ماءاً قبل أن تذبحها فقال بلى ، فسألهم زين العابدين عليهالسلام أنتم معشر القصابين لا تذبحون الشاة حتى تسقوها الماء قالوا بلى حين ذاك توجه إلى قبر الحسين عليهالسلام واغرورقت عيناه بالدموع قال أبه حسين الشاة لا تذبح حتى تسقى الماء وقد ذبحت إلى جنب الفرات ظمآنا . وكمثال آخر قول الامام الرضا عليهالسلام لابن شبيب : « يابن شبيب ان المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما رعت هذه الأُمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه ... » .
٢ ـ البكاء : وردت الروايات الكثيرة من أهل البيت عليهمالسلام في الدعوة إلى البكاء على الحسين عليهالسلام وثواب الدمعة فيه ، بل أنهم عليهمالسلام دفعوا الأُمة إلى التباكي أيضاً من أجل اظهار المظلومية . ردي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : « أيما مؤمن
______________________
(١) بحار ٤٥ : ٨٢ .