قال المسعودى (١) : وسأله عن مدينة العقاب (٢) ، فقال : هى غربى أهرام [أبى](٣) صير الجيزة ، وهى على خمسة أيام بلياليها للراكب المجد ، وقد عور طريقها وعمى (٤). وذكر ما فيها من عجائب البنيان والجواهر والأموال.
وسأله عن النوبة وأرضها ، فقال : هم أصحاب إبل وبخت (٥) وبقر وغنم ، والأغلب من ركوب عوامهم البرازين (٦). ورميهم بالنّبل (٧) عن قسى (٨) عربية (٩) ، وعنهم أخذ الرمى أهل الحجاز واليمن وغيرهم من العرب. وهم الذين تسميهم العرب رماة الحدق. ولهم [٣٧] النخل ، / والكرم ، والذرة ، والموز ، والحنطة. وأرضهم كأنها جزء من أرض اليمن. وللنوبة أترج كأكبر ما يكون بأرض الإسلام.
وملوكهم تزعم إنها من حمير (١٠) ، وملكهم مستولى على [مقرّى](١١) ونوبة [وعلوة](١٢). ووراء علوة أمة عظيمة من السودان ، تدعى بكنة ، وهم عراة كالزنج ،
__________________
(١) انظر : مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٠.
(٢) لمزيد من التفاصيل عن هذه المدينة انظر : الخطط ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤١.
(٣) «أبو» فى نسختى المخطوطة. والمثبت هو الصحيح.
وأبو صير : من القرى القديمة فى محافظة الجيزة ، ويقال لها بوصير السدر ، لأنها كانت تشتهر بوجود الكثير من شجر السدر ـ أى شجر النبق ـ وفى تاريخ سنة ١٢٢٨ ه عرفت باسمها الحالى المختصر «أبو صير». انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٣ ، ص ٣.
(٤) «وقدوعرت طريقهاوعميت المسالك إليها ، والسمت الذى يؤدى نحوها»فى مروج الذهب،ج ١،ص ٣٥١.
(٥) البخت : من الإبل ، وهو معرّب. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٣.
(٦) البرازين : مفردها البرزون : وهو الدابة. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٨.
(٧) النّبل : السهام. المعجم الوجيز.
(٨) القسى ، مفردها القوس : والقسى على ضربين ، أحدهما : العربية ، وهى التى تركب من خشب فقط. والثانية : الفارسية ، وهى التى تركب من أجزاء من الخشب ، والقرن ، والعقب ، والغراء. والقسى على جنسين : قوس يد ، وقوس رجل. انظر : نبيل محمد عبد العزيز : خزائن السلاح ومحتوياتها على عصر الأيوبيين والمماليك ، ص ١٢٦ ، بحث بمجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، المجلد ٢٣ ؛ القاهرة ١٩٧٦ م.
(٩) «غريبة» فى نسخة ح.
(١٠) حمير : إحدى الممالك العربية فى اليمن قبل الاسلام. وتقع بين سبأ والبحر الأحمر. وكانت عاصمتها ريدان التى عرفت فيما بعد باسم ظفار ، وهى مقر ملكهم. وحمير من العرب القحطانيين. حسن إبراهيم حسن : تاريخ الاسلام السياسى ، ج ١ ، ص ٢٨ ، ط. دار الجيل ، بيروت ١٩٩١ م.
(١١) «معدى» فى نسختى المخطوطة. و «مقرا» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢. والمثبت بين الحاصرتين من معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١٧٤ ، ط. دار صادر ـ بيروت. ومقرّى أو مقرة : بلد بأرض النوبة ، افتتحه عبد الله بن سعد بن أبى سرح سنة ٣٠ ه. راجع : ابن حوقل : صورة الأرض ، ج ١ ، ص ٥٧ ـ ٥٨ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٩٠ ـ ١٩٢.
(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥٢ حيث ينقل ابن العماد عنه. وعلوة : إحدى فرقتى النوبة ، بنوا مدينة عظيمة سموها سرقته. أما فرقة النوبة فقد بنوا دار مملكة وهى مدينة دنقلة. انظر : التنبيه والإشراف ، ص ٥١ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ١٩١ ـ ١٩٤ ، ص ١٩٨.