وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب ، والامتحان هو : الاختبار والابتلاء وبعده تكون النتيجة فإما يذهب بعدها إلى الجنة أو إلى النار أما النعيم وأما الجحيم ، التقوى ما يُتقى به سخط الله من ترك المعاصي والمواظبة على الطاعات ، فيكون الإنسان بذلك تقيا متقيا ، والتقوى أيضا للقلوب وليست للأجسام ، قال تعالى : ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ١ .
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حادثة اشرنا إليها سابقا ما مضمونه أن القلب إذا خشع خشعت الجوارح ، وقد حث الله تعالى على التقوى فقال : ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ) ٢ ، وقال : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) ٣ ، وقال : ( اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ٤ .
والتقوى تكون سببا في قبول الأعمال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا أبا ذر كن للعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل »
وقال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : « صفتان لا يقبل الله سبحانه الأعمال إلا بهما : ١ ـ التقى ، ٢ ـ والإخلاص »
وعنهم عليهمالسلام : « جدوا واجتهدوا وأن لم تعملوا فلا تعصوا ، فإن من يبني لا يهدم يرتفع بناؤه وإن كان يسيرا ، وأن من يبني ويهدم يوشك أن لا يرتفع بناؤه » ٥ .
__________________
١ ـ سورة الحج ، الآية : ٣٢
٢ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٩٧
٣ ـ سورة الحجرات ، الآية : ١٣
٤ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٠٢
٥ ـ التفسير المعين : ٣٧٣