القائل : ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ١ .
ويقول : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) ٢ .
ويقول : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ ) ٣
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وأوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك »
وقد ورد في اللغة : [ أوزعه بالشيء أغراه به واستوزعتُ شكر الله فاوزعني ، أي : استلهمته فألهمني ] ٤ .
والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو ربه أن يلهمه القدرة والتمكن من أداء شكره تعالى على نعمه الكثيرة وآلائه العميمة ، والتي هي لا تعد ولا تُحصى .
قال تعالى : ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ) ٥ ، وكيف يؤدي العبد شكر الله المنعم المفضل ؟
يكون ذلك بلزوم طاعته والانتهاء والكف عن معصيته ، والشكر تارة يكون باللسان وهو المتعارف عليه ، وتارة يكون بالعمل الصالح .
قال تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) ٦ .
كل ذلك يتم بكرم وتفضل وجود من الله تعالى ، ثم يدعو صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يحفظه الله فيه بحفظه لأنه هو الحافظ ، القادر على الحفظ دون غيره ، وهو القائل عز من قائل : ( فَاللَّـهُ خَيْرٌ
__________________
١ ـ سورة الرعد ، الآية : ٢٨
٢ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٥٢
٣ ـ سورة الحديد ، الآية : ١٦
٤ ـ مختار الصحاح : ٧١٩
٥ ـ سورة إبراهيم ، الآية : ٣٤
٦ ـ سورة سبأ ، الآية : ١٣