في أول أمره ثبتا ثم خلط ، ورأيت جلّ اصحابنا يغمزونه ويضعفونه ... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقف عن الرواية عنه إلّا بواسطة بيني وبينه».
وذكر في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك : «كان ضعيفا في الحديث. قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعا ويروي عن المجاهيل. وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب والرواية. ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري».
وقد استفاد بعض الأعلام من هذه الموارد ان النجاشي يوثق جميع مشايخه وانه لا يروي إلّا عمن يوثقه.
وقد نسب هذا الرأي إلى الشيخ البهائي والسيد بحر العلوم (١).
وممن اختاره من المتأخرين السيد الخوئي.
وقد يشكل على ذلك بان غاية ما يستفاد من عبارة النجاشي تحرزه عن الضعفاء الذين رأى الأصحاب يضعفونهم دون من هو مجهول الحال لديه.
ويمكن دفع ذلك بما يلي : ـ
أ ـ ان تحرز النجاشي من الرواية عمن ضعّف ليس لأمر تعبدي بل لعدم حجية رواية الضعيف ، وواضح ان المجهول كالضعيف ، ولذا يعطفون المجاهيل على الضعفاء في لزوم التحرز عن روايتهم.
__________________
(١) تنقيح المقال ١ : ٥٨.