ببعض منها دون آخر من قبيل الوجوه التي تمسك بها صاحب الوسائل وهي ٢٢ وجها ذكرها ضمن بعض الفوائد التي سجلها في آخر كتابه.
ولعل أقوى تلك الوجوه هو الوجه الأول الذي يرجع محصله إلى ان اصحاب الأئمة عليهمالسلام قد اتعبوا انفسهم لضبط الاحاديث وتدوينها والحفاظ عليها إلى زمن المحمدين الثلاثة وقام المحمدون بدورهم بتدوين تلك الأحاديث في كتبهم الأربعة.
وهذا الاهتمام الأكيد يولّد بحسب العادة العلم بصدور الأحاديث المودعة في تلك الكتب.
وهذا الاهتمام له شواهد متعددة ، فالشلمغاني حينما ألّف كتاب التكليف قال الشيخ الجليل سفير الناحية المقدسة الحسين بن روح رحمهالله تعالى : اطلبوا الكتاب لي لانظره ، فقرأه من أوله لآخره وقال : ما فيه شي إلّا وقد روي عن الأئمة عليهمالسلام إلّا موضعين أو ثلاثة فانه كذب عليهم.
بل ان الشيخ الجليل نفسه حينما ألّف كتابه المعروف بكتاب التأديب أرسله إلى مدرسة قم ، وطلب من فقهائها النظر فيه ، فايدوا كل ما فيه إلّا ما ذكره من ان زكاة الفطرة تساوي نصف صاع من طعام والمناسب صاع من طعام.
ويعرض كتاب يوم وليلة الذي هو تأليف يونس بن عبد الرحمن على الإمام أبي محمد صاحب العسكر عليهالسلام فيقرضه بقوله : اعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة.
هذه بعض الشواهد التي تدل على اهتمام الأصحاب بالأحاديث.