عظام ما زالوا إلى يومنا هذا هم الانموذج الأرفع .. فهو عالمي ، بمعنى أنّه تراث حضارة عالمية ، حضارة الإنسانية ، فالثقافة الإسلامية تمثّل ثقافة على المستوى العالمي ; كونها غير محدودة ولا منغلقة ، بل متفتّحة قابلة لاستيعاب كلّ الثقافات التي احتكّت بها ..
وخلاصته : إنّه تفاعل الناس مع القرآن والنبي وآله الأطهار وصحبه الأخيار ..
أقلّ ما يقال في حقّ مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) : إنّه تراث محترم لدى كافّة الاُمم والشعوب والحضارات والثقافات .. وعليه ، فهل نالت جريمة تفجير هذا المرقد الطاهر الحدّ الأدنى من اهتمام المحافل الدولية والمنظّمات المختصّة؟! مثلما نال الانحراف المستمرّ في برج بيزا الإيطالي متابعة هذه الدوائر التي طالما عبّرت عن قلقها حياله ، بل إنّ المقطوعة الموسيقيّة المسروقة من إحدى سمفونيّات بيتهوفن بقيت ليومنا هذا مورد عناية ومتابعة تلك الجهات ، وهكذا لوحة الموناليزا .... ومنظّمة الثقافة والعلوم «اليونسكو» التابعة للاُمم المتحدة راقبت عن كثب وعملت ما بوسعها من أجل الحصول على نتائج لائقة بهذا الشأن ، بل وذرفت دموع التماسيح من أجل تمثال «بوذا» الذي دمّرته حكومة الطالبان في أفغانستان ، التمثال الذي يجسّد الشرك والكفر بأجلى مصاديقه ، لكنّها لم تنبس ببنت شفة ـ حتّى يومنا هذا ـ تضامناً أو اهتماماً بقضية تفجير المرقد المقدّس للإمامين العسكريّين (عليهما السلام) ، هذا الصرح الذي يمثّل بكلّ شموخ مفاهيم العدل والحرّية والإنسانية بأروع مضامينها ..