ذاك الزمان هو الزمان كأنما |
|
قيظ الخطوب به ربيع ممرع (١) |
وكأنما هو روضة ممطورة |
|
أو مزنة في عارض لا تقلع (٢) |
قد قلت للبرق الذي شق الدجى |
|
فكأن زنجيا هناك يجدع (٣) |
يا برق إن جئت الغري فقل له |
|
أتراك تعلم من بأرضك مودع (٤) |
فيك ابن عمران الكليم وبعده |
|
عيسى يقفيه واحمد يتبع (٥) |
__________________
١ ـ الممرع المخصب يريد أن ذاك الزمان كله طيب لا كدر فيه ولا صعب فيه سهل واستعارة القيظ للخطوب وجعله كالربيع استعارة جميلة.
٢ ـ شبه الزمان بالروضة لحسنها وابتهاج الانفس بها وخض الممطورة لانها انضر واحسن وشبه ايضا المزنة وهي السحابة جعلها كالقطعة في عارض وهو السحاب المعترض في الجو لا يقلع ولا يزول ، ووجه الشبه ان السحاب بنفسه يخضب الارض ويرطب الاجسام ويسر الانفس وفيه منافع كثيرة.
٣ ـ شبه حمرة لمع البرق في سواد الليل بالزنجي المجدع.
٤ ـ الغري أرض النجف على مشرفها السلام. والمسموع الغريان لكنه كنى عن التثنية بالوحدة وقد لهج الناس بالغري مفردا وذلك طلبا للخفة ووجه تسميته الغري مشهورة وقد كتبناه في تضاعيف هذا الكتاب.
٥ ـ يقفيه يتبعه. والملا المقدس اشارة إلى باقي الملائكة اما كون النبيين والملائكة في قبره فلانه حوى ما حووه من الفضل فكأنه كلهم فيه وذكر موسى وعيسى وهما من اولي العزم ليحصل الاتصال بنبينا صلىاللهعليهوآله وان كان افضل الخلايق فان عليا نفسه بنص القرآن المجيد والاخبار وانما بدء بالنبيين وثنى بالملائكة لان الملائكة على رأي المعتزلة افضل من النبيين فكأنه ارتقى عن درجة النبيين إلى الملائكة ثم ارتقى إلى الدرجة العليا وهو نور الله الذي لا يطفأ.