متجلببا ثوبا من الدم قانيا |
|
يعلوه من نقع الملاحم برقع (١) |
زهد المسبح وفتكة الدهر الذي |
|
اودى بها كسرى وفوز تبع؟ (٢) |
هذا ضمير العالم الموجود عن |
|
عدم وسر وجوده المستودع (٣) |
هذي الامانة لا يقوم بحملها |
|
خلقاء هابطة وأطلس ارفع (٤) |
تأبى الجبال الشم عن تقليدها |
|
وتضج تيهاء وتشفق برقع |
هذا هو النور الذي عذباته |
|
كانت بجبهة آدم تتطلع (٥) |
__________________
١ ـ تجلبب إذا لبس الجلباب وهو الملحفة جعل عليهالسلام لكثرة تلطخة بدماء القتلى كأنه قد لبس ثوبا أحمر وجعل الغبار على وجهه الشريف كالبرقع والملاحم الوقائع.
٢ ـ المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام جعله زهد المسيح وفنك الدهر لان الدهر لما كان ظرفا لما يقع فيه نسب الفعل إليه مجازا ، واودى هلك به وكذا فوز كسرى وتبع قد ذكر ، والمعنى انه ازهد الناس واخضعهم واخشعهم لله ومن عادة الزاهد رقة القلب وهو مع ذلك يختطف الارواح ويسفك الدماء ومن عادة الشجاع الفاتك قساوة القلب وخشونة الجانب وهو قد جمع بين هذين الضدين.
٣ ـ ضمير العالم وسره بمعنى واحد والعالم كل موجود سوى الله وآل محمد سر العالم المستودع عند اولي العلم إذا لولاهم لما أوجد الله العالم فسر الوجود هو ما علمه الله تعالى من المصالح في إيجاد هذا العالم بسبب محمد وآل محمد حيث كانوا الطافا لا يصح التكليف الا بهم ولا يقوم غيرهم مقامهم.
٤ ـ الخلقاء الصخرة الملساء والاطلس الفلك التاسع والتيهاء الفلاة يتاه فيها وبرقع اسم من اسماء السماء ويريد بذلك قوله تعالى انا عرضنا الامانة ويريد بالامانة علي ومحبته وإطاعته لانه التكليف على العباد.
٥ ـ عذباته اطرافه ، لان عذبة اللسان والصوت طرفاهما ويريد بالنور نور النبوة المنتقل من آدم إلى نبينا محمد صلىاللهعليهوآله وانه ابن عمه وقسيمه في الشرف وهذا النور قد تقدم ذكره.