ولقد جهلت وكنت أحذق عالم |
|
أغرار عزمك أم حسامك اقطع (١) |
وفقدت معرفتي فلست بعارف |
|
هل فضل علمك أم جنابك أوسع (٢) |
لي فيك معتقد سأكشف سره |
|
فليصغ أرباب النهى وليسمعوا |
هي نفثة المصدور يطفئ بردها |
|
حر الصبابة فاعذلوني أودعوا (٣) |
والله لولا حيدر ما كانت |
|
الدنيا ولا جمع البرية مجمع (٤) |
من أجله خلق الزمان وضوئت |
|
شهب كنسن وجن ليل ادرع (٥) |
علم الغيوب إليه غير مدافع |
|
والصبح أبيض مسفر لا يدفع (٦) |
__________________
١ ـ الغرار الحد واستعار لعزم الامير لكونه ماضيا قاطعا في الامور ولما رأى أن عزمه وسيفه يتجاذبان حدة ومضاء حصل له الجهل بالاقطع منهما.
٢ ـ الجناب الفناء وما قرب من محلة القوم وجمعه اجنبة وهو كناية عن الكرم لان سعة المنزل تدل على كثرة الوافدين فعل تكون مقابلة الفضل بالكرم.
٣ ـ المصدور الذي بصدره مرض. والنفثة ما ينفثه من ذلك المرض وفي المثل لابد للمصدور ان ينفثه شبه كشف سره باعتقاده بنفثة المصدور لانه يستريح بكشفه كما يستريح المصدور بنفثه ولهذا قال يطفي بردها حر الصبابة ، وقوله فاعذلوني أو دعوا معناه : ان العذل لا يؤثر فيه فوجوده وعدمه سيان.
٤ ـ حيدر من اسمائه عليهالسلام والحيدرة الاسد والمعنى واضح.
٥ ـ كنسن أي استترن في مغيبها وجن الليل يجن جنونا اظلم وستر. والادرع الذي اسود اوله وابيض باقيه والشاة الدرعاء التي اسود رأسها وابيض باقيها.
٦ ـ علم الغيوب مبتدأ واليه الخبر وغير مدافع نصب على الحال ويجوز ان يكون غير خبرا بعد خبر اما اخباره عليهالسلام بالمغيبات بواسطة التعليم فكما قال المادح كالصبح